في شرفة منزلنا

جلست في شرفة منزلنا، tقد كان يوما ماطرا في يوم صيفي، كنت جالست في زاوية الشرفة لئلا تسقط علي حبات المطر، كنت أريد أن أرى كيف تتبلل الأرض، و كيف تحتمي الطيور بالأشجار، و كيف يجري الناس إلى بيوتهم، و لكن كان هناك -و ككل شرفة في مجتمعنا- حاجز او ستار، ذلك الحاجز الذي نضعه في الشرف و النوافذ بغرض ألا يرى احد مالذي يحدث في الداخل، لقد كان ذلك الحاجز او الستار يصعد تارة بهبوب الريح ثم يعود لمكانه تارة اخرى، وكان كلما ارتفع فسح لي مجالا لرؤية ما يحدث خارجا،و كلما عاد إلى مكانه تمنيت لو يهب ريح قوي ليرتفع عاليا، لأتمكن من رؤية ما يحدث، و لكن في إحدى المرات طال انتظاري له أن يرتفع، فذهبت إليه و أمسكته بغضب من طرفه و رفعته عاليا لأتمكن من رؤية السماء ثم فكرت مليا في الحاجز. ذلك الحاجز هو السبب في أننا لم نعد نعرف بعضنا البعض، و لا نسمع بمشاكل و هموم أحبائنا لنهب لمساعدتهم، ذلك الحاجز الذي لا يمكننا أن نرى بسببه العالم كيف يسير و أين وصل العلم، انه حقيقتا يعكس ثقافتنا، إذ يبقى مسدولا علينا فننغلق على أنفسنا و نغرق في مشاكلنا، و عندما تختفي المشاكل نعود على بعضنا البعض فنختلق مشاكل و أمور تافهة لنشغل بها أنفسنا، إلى أن يحرك الريح ذلك الستار فيتراوح للأمام و للوراء ليفسح لنا المجال فنرى أن العالم الخارجي قد تغير و أصبح أفضل، نرى أن الشمس قد أطلت، والعصافير تزقزق، و الناس قد خرجت من ديارها، فنحاول أن نعرف سر التحول و لكن ما إن نبدأ المحاولة حتى يهدأ الريح و يعود الستار الى مكانه ليحجب الرؤية مرة ثانية و ثالثة، ليبقى السر سرا، فنكتئب و نبدأ في لوم أنفسنا و معاتبتها، و نقول بأن الكل قد تغير إلا نحن، الكل قد تقدم خطوة نحو الأمام و نحو الأفضل إلا نحن، فنكتئب قليلا و بعدها نعود الى نمط حياتنا، نعود لانتظار أن يهب ريح فيرتفع الستار و يترك لنا مجال لرؤية ما يحدث و محاولة اكتشاف السر و لكننا سريعا ما نمل الانتظار فنعود للمشاكل متناسين الانتظار.
من كتاباتي 7Y7