الأمسية القرآنية :: أخلاق وصفات أهل القرآن

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سنتناول في هذا الموضوع ان شاء الله خلقا من أخلاق وصفات أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته

:: الأمانة ::



يقول الله تعالى في كتابه العزيــز

((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا

وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)) سورة الأحزاب آية 72.

من هذه الآية الكريمة نستشف عظم هذا الخلق الذي يتصف به المسلم الحق

والأمانة بمعناها الشمولي لا تعني فقط أن يستأمنك أحد على شيئ ما فتحفظه له وتعطيها إياه عند طلبه

بل تحمل معاني وصفات تكون معك أينما ذهبت وتوجهت

وكما قال القرطبي رحمه الله : والأمانة تعم جميع وظائفف الدين على الصحيح من الأقوال

قال في تفسير قوله تعالى : ' والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون " والأمانة والعهد يجمع كل ما يحمله الإنسان

من أمر دينه ودنياه قولا وفعلا وهذا يعم معاشرة الناس والمواعيد وغير ذلك وغاية ذلك حفظه والقيام به "







مثلا أن تكون أمينا على بلدك بحفظه والذود عنه أمينا على رعيتك بنصحها وأمر بمعروف ونهي عن منكر

أمينا على وظيفتك بإتقانها وحفظ أسرارها أمينا على أهلك بتوفير حياة كريمة لهم وتعليمهم أصول دينهم

أمينا على حفظ أسرار الناس وستر عوراتهم وكتمان أحاديث مجالسهم ومحادثاتهم إلا إن رأيت منكرا

وغير ذلك تكون غاشا لربك وغاشا لرعيتك وغاشا لنفسك أيضا

وليكن قدوتنا الأولى بهذه الخصلة الحميدة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ائتمنه الله على أداء رسالته الخاتمة

والأمانة صفة مميزة لأصحاب الرسالات فقد كان كل منهم يقول لقومه : " إني لكم رسول أمين".

فكان صلى الله عليه وسلم نعم الأمين ونعم حامل الرسالة التي أداها إلى حد الكمال فقد شهد بأمانة الرسول صلى الله عليه وسلم

أعدائه قبل أصدقائه وصحابته

وعرف عنه صلى الله عليه وسلم بالأمانة حتى لقب بالأمين وكانوا إذا ذهب أو جاء يقولون جاء الأمين وذهب الأمين



ولنستشف هنا بعضا من أحاديثه صلى الله عليه وسلم في الأمانة

عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال:
"ما خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له" – أخرجه الإمام أحمد

وقوله لأبي ذر" يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" (مسلم)

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن خيانة الأمانة من صفات المنافقين فقال
"آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا أؤتمن خان" متفق عليه

قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الساعة:
"فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة" رواه البخاري

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من اعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته
وتفضي إليه ثم ينشر سرها" و في رواية "ثم ينشر أحدهما سر صاحبه" أخرجه مسلم

وقال صلى الله عليه وسلم في الأمر بردها : " أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك"
أخرجه أبو داود



والوفاء بحقوق الأمانة من صفات المؤمنين والإخلال بشيئ منها خصلة من النفاق

ولذلك جاء في صفات المنافق أنه : " إذا اؤتمن خان "

وقال عليه الصلاة والسلام : " لا إيمان لمن لا أمانة له و لا دين لمن لا عهد له " صحيح الجامع

فصاحب خلق الأمانة حريص على أداء واجبه بعيد عن الغدر والمكر والخيانة حافظ للعهود واف بالوعود

فالأمانة حين تتمثل فينا تستقيم فطرتنا وتسلم من إتباع الهوى وتصفى النفوس والأفئدة

من الحسد والحقد والغل