رد: أي إصلاح نحن في حاجة إليه..؟

من طرف **touati** الخميس أغسطس 25, 2011 11:33 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من طرف أم دالية الإثنين أغسطس 01, 2011 11:45 pm

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه جزاك اله خير أختي والله تعبنا من سوء الأخلاق. Sad

من طرف saliha الجمعة يونيو 17, 2011 6:03 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أي إصلاح نحن في حاجة إليه..؟

بقلم الأستاذ : محمد العلمي السائحي.

بتاريخ 12-7-1432 هـ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تتعالى الأصوات المطالبة بالإصلاح، وكلها تركز على الإصلاح السياسي، اعتقادا من المطالبين بذلك، أن ما لحق المجتمع من معاناة في شتى مجالات الحياة مرده إلى الخلل الذي شاب نظام الحكم في الجزائر،

في حين أن المتأمل في المنظومة التشريعية والقانونية التي يفترض اعتماد النظام عليها في إدارة شؤون البلاد والعباد، يدرك أن النظام لو التزم بها، واحترمها، وحمل المجتمع بمختلف فيئاته وطوائفه، على الوقوف عندها، وعدم تجاوزها، لطابت الحياة لجميع أفراد المجتمع، ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم،

فالمشكلة إذن أبعد ما أن تكون محصورة في النصوص القانونية التي نطالب بتعديلها أو تغييرها اليوم، بل هي تكمن في عدم التزام النظام والمجتمع على حد السواء في الالتزام بها، واحترامها، وعدم تجاوزها، وعدم الالتزام هذا منشأه ومرده ضعف الوازع الأخلاقي عند الحاكم المطالب بتنفيذ هذه القوانين وتطبيقها، وعند المحكوم المطالب باحترامها والانصياع إليها،

وقد سبق لرئيس الحكومة المؤقتة المرحوم يوسف بن خدة أن أشار إلى هذه الحقيقة إذ قال " إن الأزمة الجزائرية هي أزمة أخلاقية أكثر من كونها أزمة سياسية"

والواقع يشهد بصدق هذا التشخيص، فالذي يتعسف في استخدام الصلاحيات، والذي يرتشي، والذي ينهب المال العام، والذي يسرق، والذي يزني، والذي يقتل، والذي يروج المخدرات، والذي يزور الوثائق، كل أولئك ما فعلوا ما فعلوه إلا لانعدام الضمير عندهم ، وما انعدم الضمير عندهم إلا للضعف الذي شاب أخلاقهم، وما ضعفت أخلاقهم إلا بسبب اختلال دينهم ، وسوء تربيتهم، وما اختل دينهم وساءت تربيتهم، إلا لاختلال منظومتنا التربوية والتعليمية، في جميع مستوياتها ومراحلها،

وللعجز الذي لحق هياكلنا الدينية ، والسلطة السياسية مسئولة كل المسؤولية عن ذلك الخلل، إذ هي مطالبة شرعا وقانونا، بتوفير منظومة تربوية وتعليمية فعالة لا من الناحية المعرفية فحسب، بل من الناحية الأخلاقية كذلك، تأخذ على عاتقها تكوين أفراد يكونون أعضاء صالحين في المجتمع،

كما هي مطالبة على حمل رجالها ومسؤوليها على احترام المثل العليا والقيم السامية، وأن يكونوا الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة لغيرهم من الناس، فالمثل يقول :

" الناس على دين ملوكهم"

ولله در عمر ابن الخطاب –رضي الله عنه- الذي كان إذا أمر الرعية بأمر رجع إلى أهل بيته وقال لهم: لقد أمرت الناس بكذا وكذا فلا أعلمن أحدكم يخالف أمري ولئن فعل لأ ضاعفن له العقوبة" وذلك لعلمه بأن أفراد الرعية يقتدون في سلوكهم بكبرائهم وأعيانهم، والتاريخ يشهد أنه –رضي الله عنه- جلد ابنه حد الخمر، وما فعل ذلك التزاما بشرع الله
فقط ، ولكن لحمل الرعية على احترام الشريعة والالتزام بها ،

وذلك أنها إذا علمت عدم تسامحه مع ولده وفلذة كبده ، تيقنت أنه سيكون أقل تسامحا مع غيره، وبذلك تحترمها وتلتزم بها ولا تتجرأ عليها فتتجاوزها.

وإذن فالإصلاح الذي أحوج ما نكون إليه في الجزائر، إنما هو الإصلاح الأخلاقي الذي إذا فاتنا، يفوتنا كل شيء،

ذلك أن جوهر السياسة ولبها ، أن تجعل المواطن يسمو بأخلاقه إلى درجة تجعله يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة،

أي أن تتحول به من الأثرة وحب النفس، إلى الإيثار وحب الغير، وهذا ما نبه إليه سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم يوم قال: (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))

وإذن فالإصلاح الأخلاقي أولى بالتقديم عن كل إصلاح آخر ، لكونه الضامن لنجاعة غيره من الإصلاحات الأخرى.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]