فرع الدقسي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله إخوتنا أخواتنا في الله

سررنا بوجودكم بين جنبات منتديات جميعة العلماء المسلمين الجزائريين - شعبة بلدية اقسنطينة
تفضل أخي / تفضلي اختي بالدخول أوالتسجيل حتى نفيد ونستفيد معا ولا تحرمونا من رفقتكم الطيبة في الله
صلوا على الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -
مدير ة المنتدى ام عبير


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

فرع الدقسي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله إخوتنا أخواتنا في الله

سررنا بوجودكم بين جنبات منتديات جميعة العلماء المسلمين الجزائريين - شعبة بلدية اقسنطينة
تفضل أخي / تفضلي اختي بالدخول أوالتسجيل حتى نفيد ونستفيد معا ولا تحرمونا من رفقتكم الطيبة في الله
صلوا على الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -
مدير ة المنتدى ام عبير
فرع الدقسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Like/Tweet/+1
الاهداءات
هذا عنواننا في صفحة الفايسبوك

الثلاثاء أكتوبر 07, 2014 7:40 pm من طرف touati

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

تعاليق: 0

انعقــــاد الجمعيــــة العامــــة الرابعـــــة فــي مدينــــة زرالـــدة

السبت نوفمبر 16, 2013 10:33 pm من طرف saliha


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


إخواني أخواتي هذه تغطية شاملة تخص انعقاد الجمعية العامة الرابعة بزرالدة يومي الجمعة والسبت 04-05 محرم 1435هـ الموافق لـ 2013 08-09م نوفمبر
انعقــــاد اجلمعيــــة العامــــة الرابعـــــة …


تعاليق: 1

عرض المجسمات الخاصة بالسيرة النبوية الشريفة - قاعة الاطلس

الخميس يناير 09, 2014 9:08 pm من طرف touati

عرض المجسمات الخاصة بالسيرة النبوية الشريفة - قاعة الاطلس

Mis à jour : Il y a 18 minutes
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

معرض المجسمات الخاصة بالسيرة النبوية الشريفة - قاعة الاطلس -باب الواد- تنظيم 
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين - من 07/01/2014 الى غاية يوم السبت …


تعاليق: 0

عرض المجسمات الخاصة بالسيرة النبوية الشريفة - قاعة الاطلس

الخميس يناير 09, 2014 9:07 pm من طرف touati

عرض المجسمات الخاصة بالسيرة النبوية الشريفة - قاعة الاطلس

Mis à jour : Il y a 18 minutes
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

معرض المجسمات الخاصة بالسيرة النبوية الشريفة - قاعة الاطلس -باب الواد- تنظيم 
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين - من 07/01/2014 الى غاية يوم السبت …


تعاليق: 0

روبورتاج حول جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

السبت أبريل 13, 2013 7:55 pm من طرف saliha

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

روبورتاج حول جمعية العلماء المسلمين الجزائريين




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





تعاليق: 1

القانون الأساسي لجَمْعِيَةِ العُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ الجَزَائِرِيِّينَ

الإثنين أكتوبر 03, 2011 8:08 pm من طرف saliha



القانون الأساسي لجَمْعِيَةِ العُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ الجَزَائِرِيِّينَ


فيما يلي القانون الأساسي لجَمْعِيَةِ العُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ الجَزَائِرِيِّينَ الذي تمت صياغته من طرف الشّيخ "محمّد البشير الإبراهيميّ" …


تعاليق: 2

مصير جمعية العلماء المسلمين الجزائريين اليوم

السبت أكتوبر 01, 2011 11:20 pm من طرف saliha



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



مصير جمعية العلماء المسلمين الجزائريين اليوم


بتاريخ 28-9-1432 هـ الموضوع: افتتاحية العدد


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تاريخ هذه الجمعية حافل بالأعمال والجهود، التي تبذل في سبيل إصلاح …


تعاليق: 2

البيان الختامي للدورة الاستثنائية للمجلس الوطني

الإثنين أكتوبر 03, 2011 8:51 pm من طرف saliha



البيان الختامي


بتاريخ 22-10-1432 هـ الموضوع: بيانات الجمعية


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]Verdana]]بسم الله الرحمن الرحيم
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني

[/size]

18،19 شوال 1432 الموافق لـ 16،17سبتمبر …


تعاليق: 2

تأبينية الشيخ عبد الرحمن شيبان رحمه الله

السبت أكتوبر 01, 2011 11:04 pm من طرف saliha



تأبينية الشيخ عبد الرحمن شيبان-جنريك البداية






















تعاليق: 0


أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ...

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

 أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ... Empty أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ...

مُساهمة من طرف touati الجمعة أغسطس 26, 2011 12:29 am



بِـسْـمِ اللَّهِ الـرَّحْـمَـنِ الـرَّحِـيـمِ

الـسَّلَـامُ عَـلَـيْـكُـمْ وَرَحْـمَـةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـهُ

إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...

أشراط الساعة الصغرى والكبرى ...

الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد


إن الحديث عن أشراط الساعة جزء من الإيمان بالغيب الذي أُمرنا به، بل إن الحديث عنه مما يزيد الإيمان ويقوي اليقين.

اعلموا -رحمني الله وإياكم- بأن الساعة آتية لا ريب فيها، قال الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} [(1) سورة القمر]، وقال -جل وعز-: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ* مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ* لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} [(1-3) سورة الأنبياء].


إن الساعة قريبة، لذا ينبغي التنبه إلى أن الباقي من الدنيا قليل بالنسبة إلى ما مضى منها؛ روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس))، {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا* وَنَرَاهُ قَرِيبًا} [(6-7) سورة المعارج].

عن عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَتَصَابُّهَا صَاحِبُهَا، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ...)) الخ الحديث. [رواه مسلم].


إن الله جلت حكمته، قد أخفى على كل أحد وقت قيام الساعة، وجعل ذلك من خصائص علمه لم يطلع عليها أحداً، لا ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [(187) سورة الأعراف]، ولكنه -سبحانه وتعالى- قد أعلمنا بأماراتها وعلاماتها وأشراطها؛ لنستعد لها، فهناك كثير من أشراط الساعة ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- تحذيراً لأمته، وقد ظهرت بعض هذه الأشراط، وهذه العلامات منذ عهد الصحابة -رضي الله عنهم- وهي في ازدياد، وقد تكثر في أماكن دون بعض.


ومن هذه الأشراط، ما ظهر وانقضى، ومنها ما يزال يتتابع ويكثر، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا به، ومنها ما لم يظهر إلى الآن ويكون قرب قيام الساعة، وتكون في أمور غير معتادة على الناس.


إليكم أيها الأحبة بعض أشراط الساعة الصغرى، مع بعض الوقفات اليسيرة مع بعضها، لعلها تعلم جاهلنا، وتذكر ناسينا، وتزيد المتذكر إيماناً مع إيمانه.

إن أول أشراط الساعة: بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
فهو النبي الخاتم، فليس بعده نبي آخر، وإنما يليه القيامة كما يلي السبابة الوسطى، وهذا هو معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- ((بعثت أنا والساعة كهاتين)) ويشير بأصبعيه، فضم السبابة والوسطى. [رواه البخاري]، قال الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [(40) سورة الأحزاب].
ومن أشراط الساعة: موت النبي -صلى الله عليه وسلم-
روى البخاري في صحيحه عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((اعدُدْ ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس ثم..)) ذكر بقية الستة.


إن موت النبي -صلى الله عليه وسلم- علامة من علامات قرب الساعة، لقد كان موت النبي -صلى الله عليه وسلم- من أعظم المصائب التي وقعت على المسلمين، فقد أظلمت الدنيا في عيون الصحابة -رضي الله عنهم- عندما مات -عليه الصلاة والسلام-.


قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة أضاء فيها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأيدي، وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا".


قال ابن حجر -رحمه الله-: "يريد أنهم وجدوها تغيّرت عمّا عهدوه في حياته من الألفة والصفاء والرقة؛ لفقدان ما كان يمدهم به من التعليم والتأديب".


بموت النبي -صلى الله عليه وسلم- انقطع الوحي من السماء، وكما قال القرطبي: "أولُ أمر دهم الإسلام وماتت النبوة، وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب، وكان موته أول انقطاع الخير وأول نقصانه.
ومن أشراط الساعة: أن يكثر المال في أيدي الناس،
فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تقومُ الساعة حتى يكثر فيكم المال، حتى يُهمّ رَبَّ المال أن يقبله منه صدقة، ويُدَعى إليه الرجل فيقول: لا أرب لي فيه)).

وعن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، ثم لا يجد أحداً يأخذها منه)).

لقد تحقق كثير مما أخبرنا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكثر المال في عهد الصحابة -رضي الله عنهم-؛ بسبب الفتوحات الإسلامية، وبسبب الجهاد في سبيل الله، واقتسموا أموال الفرس والروم، ثم فاض المال في عهد عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-؛ بسبب بركة عدله، فكان الرجل يعرض المال للصدقة فلا يجد من يقبله؛ لأن عمرَ قد أغنى الناس عن السؤال.

وسيكثر المال في آخر الزمان حتى يعرض الرجل ماله فيقول الذي يعرض عليه: لا أرب لي به، وهذا -والله أعلم- سيكون في زمن المهدي وعيسى -عليه السلام-؛ حيث ستخرج الأرض كنوزها فيكثر المال.

ولا مانع من أن يتخلل هذه الفترات، بعض فترات يسود الفقر والمجاعة بعض الأمة، كما هو حاصل الآن من وجود شعوب ومجتمعات من هذه الأمة تموت فقراً وجوعاً، ولا يكاد يسلم بلد من وجود محاويج لا يعلم بحالهم إلا الله.
ومن أشراط الساعة: أن تقلِّد هذه الأمة أمم الكفر من اليهود والنصارى:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبر، وذراعاً بذراع))، فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم، فقال: ((ومن الناس إلا أولئك)) [رواه البخاري].
وفي رواية: قلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى، قال: ((فمن))؟

إن ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- واقِعٌ ومُشَاهد، فقد تشبه عدد غير قليل من المسلمين بالكفار، من شرقيين وغربيين، فتشبه رجالنا برجالهم، ونساؤنا بنسائهم، ويستحي الشخص أن يقول بأن بعض رجالنا تشبهوا بنسائهم وافتتنوا، حتى أدى الأمر بالبعض بأن خرجوا من الدين -والعياذ بالله-.

إن من عرف الإسلام الصحيح عرف ما وصل إليه حال المسلمين في الفترة الراهنة من بعدهم عن تعاليم الإسلام؛ بسبب تقليدهم للغرب الكافر، انحراف في العقائد، تحكيم للقوانين الوضعية، ابتعاد عن شريعة الله، تقليد للغرب في الملبس والمأكل والمشرب، وليس هناك أبلغ من وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذه المحاكاة من قوله: ((شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)).

ماذا جنت الأمة وماذا استفادت عندما تمركنت وتفرنست وتغرّبت؟ ماذا جنينا سوى الذل والهوان ونهب للخيرات، وضرب فوق الرؤوس، والعيش كالعبيد، وبعد هذا كله، خسران الدين، وقبله كان خسران الدنيا؟!

كم نتمنى من أولئك الذين يستوردون للأمة من الغرب مساحيق التجميل، والأخلاق السيئة والعادات، أن يستوردوا النظم الإدارية الجيدة، وتنظيم الأعمال التقنية الحديثة، نظم المعلومات، أن يرتقوا بشعوبهم في هذه النواحي، تحديث في نظم المستشفيات المؤسسات المقاولات، التحديث في رصف الشوراع، في بناء المعاهد، الجامعات، المدارس.

كم هو المحزن عندما تجول العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، فترى التخلف في هذه النواحي والقصور، ثم في المقابل تشاهد أنصاف رجال يتسكعون كالنساء، مفتخرين أنهم تفرنجوا، وأصبحت حياتهم غربية، ويدعون للتغريب، إنها فتن -نسأل الله جل وتعالى- أن يخلص منها هذه الأمة.
touati
touati
المديرة
المديرة

عدد المساهمات : 961
تاريخ التسجيل : 24/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ... Empty رد: أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ...

مُساهمة من طرف touati الجمعة أغسطس 26, 2011 12:30 am

[color=green]ومن أشراط الساعة: انتشار الأمن في بعض فترات الأمة:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تقوم الساعة حتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخافُ إلا ضلال الطريق)) [رواه أحمد وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح]. وهذا قد وقع في زمن الصحابة -رضي الله عنهم- وذلك حينما عمّ الإسلام والعدل البلاد التي فتحها المسلمون، ووقع أيضاً في زمن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-؛ فإن الأمن مرتبط بالإسلام والعدل، فإذا رأيت الأمن قد عمّ البلاد فأعلم بأن راية الإسلام مرفوعة والعدل قائم.

وهذا يؤيده حديث عدّي -رضي الله عنه- في صحيح البخاري قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يا عدي، هل رأيت الحيرة))، قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها، قال: ((فإن طالت بك الحياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله))، قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دُعّار طيء –أي قطاع الطرق من قبيلة طيء– الذين قد سعروا البلاد؟
((ولئن طالت بك حياة لتُفتحنَّ كنوز كسرى))، قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: ((كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يُخرج ملئ كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه))، قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم- يُخرج ملئ كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه.

وسيتحقق هذا الأمن، وسينتشر في زمن المهدي في آخر الزمان، وفي زمن عيسى بن مريم -عليه السلام- بعدما ينزل؛ لأن زمنهما سيعم العدل مكان الجور والظلم، وسيملآن الدنيا قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً
[

ومن أشراط الساعة: قتال الترك:
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك، قوماً وجوههم كالمجان المِطرقة، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر)).

وقد قاتل المسلمون الترك في عصر الصحابة -رضي الله عنهم- وذلك في أول خلافة بني أمية، في عهد معاوية -رضي الله عنه- وقد كان عند بعض الصحابة تخوف من قتال الترك بعدما سمعوا حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه -رضي الله عنه- قال: كنت جالساً عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فسمعنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن أمتي يسوقها قوم عراض الأوجه، صغار الأعين كأن وجوههم الحجف -وهو الترس- حتى يلحقوهم بجزيرة العرب، أما السابقة الأولى فينجون هرباً منهم، وأما الثانية، فيهلك بعضهم وينجو بعض، وأما الثالثة فيصطلمون كلهم من بقي منهم))، قالوا يا نبي الله، من هم؟ قال: ((هم الترك))، قال: ((أما والذي نفسي بيده، ليربِطُنّ خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين)) [رواه الإمام أحمد].

فبعدما سمع بريدة هذا الحديث كان لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السفر والأسقية؛ للهرب من البلاء الذي سينزل بسبب أمراء الترك.
وقد دخل كثير من الترك في الإسلام، ووقع على أيدهم خير كثير للإسلام والمسلمين، وكونّوا دولة إسلامية قوية، عزّ بها الإسلام، وحصل في عهدهم كثير من الفتوحات العظيمة، منها فتح القسطنطينية -عاصمة الروم- وهذا مصداقٌ لما قاله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة عند البخاري، بعد ذكره -صلى الله عليه وسلم- لقتال الترك قال: ((وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر، حتى يقع فيه، والناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام)).

ومن أشراط الساعة أيضاً: ضياع الأمانة:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة))، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: ((إذا أسند الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة)) [رواه البخاري].

وبين -عليه الصلاة والسلام- كما في حديث حذيفة: ((إن الأمانة ترتفع في آخر الزمان من القلوب، وإنه لا يبقى منها في القلب إلا أثرها، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً)).

إن من أشراط الساعة: أن الأمانة سترفع من القلوب، حتى يصير الرجل خائناً بعد أن كان أميناً، وهذا إنما يقع لمن ذهبت خشيته لله، وضعف إيمانه، وخالط أهل الخيانة فيصير خائناً؛ لأن القرين يقتدي بقرينه.

وقد أخبر -صلى الله عليه وسلم- أنه ستكون هناك سنون خدّاعة، تنعكس فيها الأمور، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون الأمين، ويؤتمن الخائن.

ومن مظاهر تضييع الأمانة، إسناد أمور الناس من إمارة وخلافة وقضاء ووظائف على اختلافها إلى غير أهلها القادرين على تسييرها والمحافظة عليها؛ لأن في ذلك تضييعاً لحقوق الناس، واستخفافاً بمصالحهم، وإيغاراً لصدورهم، وإثارة للفتن بينهم، فإذا ضيّع من يتولى أمر الناس الأمانة، والناس في الغالب تبع لمن يتولى أمرهم، كانوا مثله في تضيع الأمانة، عمّ بذلك الفساد في المجتمعات.
ثم إن إسناد الأمر إلى غير أهله دليل واضح على عدم اكتراث الناس بأمر الدين، حتى إنهم ليولون أمرهم من لا يهتم بدينه، والله المستعان
ومن أشراط الساعة: قبض العلم وظهور الجهل:

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل)) [رواه البخاري ومسلم].

إن المراد بالعلم هنا علم الكتاب والسنة، وهو العلم الموروث عن الأنبياء -عليهم السلام-، فبذهاب هذا العلم تموت السنن وتظهر البدع ويعم الجهل، أما علم الدنيا فإنه في ازدياد، وليس هو المراد في الأحاديث، ويكون قبض العلم إما بقبض العلماء كما قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) [رواه البخاري].

وإما -وهذه صورة أخرى من صور قبض العلم- أن لا يَعمل العلماء بعلمهم، بمعنى غياب العلماء الحقيقيون الربانيون عن واقع الأمة.
ما الفائدة إذا كنت أحفظ المتون، وأحفظ الكتب والمجلدات، ثم لا أثر لي ولا ينتفع بيَ الناس؟

إن العلماء الحقيقيون هم الذين يعملون بعلمهم، ويوجهون الأمة ويدلونها على طريق الهدى، ويُشاهدون في المواقف التي تحتاجهم الأمة؛ فإن العلم بدون عمل لا فائدة فيه، بل يكون وبالاً على صاحبه.

قال مؤرخ الإسلام -الإمام الذهبي -رحمه الله- عن طائفة من علماء عصره: "وما أوتوا من العلم إلا قليلاً، وأما اليوم فما بقي من العلوم القليلة إلا القليل في أناس قليل، ما أقل من يعمل منهم بذلك القليل، فحسبنا الله ونعم الوكيل".

هذا في عصر الذهبي، فما بالك بزماننا هذا؟ فإن العلماء الحقيقيون أعز وجودهم من الكبريت الأحمر، ولا يزال العلم ينقص والجهل يكثر، فكلما بعد الزمان من عهد النبوة قل العلم، حتى يأتي على الناس زمان لا يُعرف فرائض الإسلام، وهذا يكون قرب قيام الساعة كما في حديث حذيفة الذي أخرجه ابن ماجة بسند صحيح قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يُدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، ويسرى على كتاب الله في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة يقولون: لا إله إلا الله فنحن نقولها)).

وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله، الله))، ومعنى هذا أن أحداً لا ينكر منكراً، ولا يزجر أحداً إذا رآه قد تعاطى منكراً، وذلك عندما يبقى عجاجةٌ من الناس لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، وذلك عند فساد الزمان، ودمار نوع الإنسان، وكثرة الكفر والفسوق والعصيان
ومن أشراط الساعة التي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بها: انتشار الربا -والعياذ بالله- بين الناس، وعدم المبالاة بأكل الحرام:
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((بين يدي الساعة يظهر الربا)) [رواه الطبراني].
وفي الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بمَ أخذ المال، أمن حلال أم من حرام)).

إن الربا -ومع كل أسف- قد ضُرب بأطنابه، وغُرس بقوائمه في ديار المسلمين، مع أن دينهم يحرم عليهم الربا أشد تحريم، يكفيك في ذلك قول الله تعالى: {فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ} [(279) سورة البقرة].

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات))، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: ((الشرك بالله والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)) [متفق عليه].

إن الربا الذي قد انتشر في مجتمعات المسلمين اليوم لهو أحد الأسباب الذي أدى إلى فساد الصلات، وإفساد المكاسب والمطاعم والمشارب، وكل هذا سيؤدي إلى عدم نفع الأعمال وقبول الدعاء، والتأييد بالنصر على الأعداء، وبهذا عُلل وجود آية الربا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً} [(130) سورة آل عمران].

بين عدد كثير من آيات الجهاد التي نزلت في غزوة أحد في سورة آل عمران إيماءً إلى أن من أسباب قبول الأعمال وحصول النصر تطهير الأموال التي تنفق في العبادات التي من أفضلها الجهاد في سبيل الله، فإذا أرادت الأمة قبول أعمالها، وحصول النصر على أعدائها، فعليها تطهير أموالها، ومحاربة الربا في بلادها، لا أن تكون هي جالبةً للذل والخزي بنفسها بسبب تعاملاتها الربوية خصوصاً عن طريق ما يسمى بالديون الخارجية.

لقد عصم المسلمون زماناً طويلاً في الماضي من وباء الربا، وحفظت أموال الأمة التي جعلها الله قياماً للمسلمين من أن يسيطر عليها المرابون الذين يأكلون ثروات الشعوب، ويدمرون اقتصادها، ووجد أولئك أن اعتصام المسلمين بدينهم وابتعادهم عن التعامل بالربا جدار صلب يقف في وجه مطامعهم الخبيثة إلى أن وجّه عباد الصليب تلك الهجمة الفكرية الشرسة على ديار المسلمين، وزرعوا ألغام بشرية في أرضها من جلدتها ويتكلمون بلغتها، إلا أنهم يحاربون دينها فكان من جملة ما فعلوا، إقصاء الشريعة عن الحكم، وإبعاد الدين عن الهيمنة على حياة الناس، وإفساد مناهج التعليم، وتربية رجال من هذه الأمة وفق مناهج الكفر، فقام أولئك الذين رضعوا فكر الغرب، وتغذوا بسمه الزعاف ينادون بأخذ كل ما عند الغرب، ولا شك بأنها دعوة صريحة للضلال والانسلاخ من القيم، فعمل الذين أضلهم الله على علم والذين اتبعوهم على إقرار الأنظمة الربوية، وإقامة المؤسسات والبنوك الربوية في ديار المسلمين، وظن بعض هؤلاء أنهم هدوا للطريق التي ترقى بها أمتهم، وها نحن اليوم نشاهد بأعيننا انتشار الربا في ديار المسلمين انتشار السرطان في الجسد، ولا زلنا نعاني من التخلف والقهر والاستعباد، ولا يزال أباطرة الربا يربضون على قلب الأمة الإسلامية في كل شبر من أراضيها، وكل هذا تحقيق لما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-.
/color]
touati
touati
المديرة
المديرة

عدد المساهمات : 961
تاريخ التسجيل : 24/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ... Empty رد: أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ...

مُساهمة من طرف touati الجمعة أغسطس 26, 2011 12:37 am

ومن أشراط الساعة: كثرة الشرط وأعوان الظلمة:
روى الإمام أحمد بسند صحيح عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال –أو قال–: يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله، ويروحون في غضبه))، وفي رواية للطبراني في الكبير وسنده صحيح: ((سيكون في آخر الزمان شرطةٌ يغدون في غضب الله، ويروحون في سخط الله، فإياك أن تكون من بطانتهم)).

وقد جاء الوعيد بالنار لهذا الصنف من الناس الذين يتسلطون على المسلمين بغير ذنب فعلوه ولا جرم ارتكبوه إلا أن يقولوا: ربنا الله.
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس...)).

قال النووي -رحمه الله-: وهذا الحديث من معجزات النبوة؛ فقد وقع ما أخبر به -صلى الله عليه وسلم- فأما أصحاب السياط، فهم غلمان والي الشرطة.

وعند مسلم –أيضاً- يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة: ((إن طالت بك مدة، أوشكت أن ترى قوماً يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته، وفي أيديهم مثل أذناب البقر))

ومن أشراط الساعة: انتشار الزنا:
فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن فشو الزنا وكثرته بين الناس أن ذلك من أشراط الساعة، ثبت في الصحيحين عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن من أشراط الساعة -فذكر منها- ويظهر الزنا)).
وعند الحاكم في مستدركه بسند صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((سيأتي على الناس سنوات خدّاعات...)) فذكر الحديث وفيه: ((... وتشيع فيها الفاحشة)).

الزنا أيها الأحبة، من أفحش الفواحش، وأحط القاذورات، وقد قرنه الله بالشرك فقال: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [(3) سورة النــور]، ومع ما سينتشر، بل انتشر تحقيقاً لما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- أن جريمة الزنا يبدد الأموال، وينتهك الأعراض، ويقتل الذرية ويهلك الحرث والنسل، عاره يهدم البيوت، ويطأطئ الرؤوس، ويسوِّد الوجوه، ويخرس الألسنة، ويهبط بالرجل العزيز إلى هاوية من الذل والحقارة والازدراء، هاوية ما لها من قرار، ينـزع ثوب الجاه مهما اتسع، ويخفض عالي الذكر مهما ارتفع.

إن الزنا يجمع خصال الشر كلها من الغدر والكذب والخيانة. إنه ينـزع الحياء ويذهب الورع ويزيل المروءة، ويطمس نور القلب، ويجلب غضب الرب، إنه إذا انتشر أفسد نظام العالم في حفظ الأنساب، وحماية الأبضاع، وصيانة الحرمات، والحفاظ على روابط الأسر، وتماسك المجتمعات.

لقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن المجتمع كله يصيبه الأمراض والأوجاع بسبب انتشار الزنا، يقول ابن عمر -رضي الله عنهما-: "أقبل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن -وذكر منها-: ولم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم)).

سؤال يرد: ما ذنب المجتمع في أن ينتشر فيه الأمراض؟.
ذنبه أنه لم يقاوم تيار الفساد، ولم يقاوم الأسباب التي تؤدي إلى انشار الزنا في البلد، ذنبه أنه لم يأمر بالمعروف ولم ينهى عن المنكر، ذنبه أنه يساعد تيار الفساد في التمدد، ويقاوم تيار الخير من أن ينتشر، فكان ذنب هذا المجتمع أن يذوق مرارة الوجع مع الزناة والزواني الذين أصابهم الزهري والسيلان والإيدز.
إذا أردنا حماية أنفسنا من أوجاع الزنا، وأردنا حماية أولادنا وبناتنا من الوقوع في هذه الرذيلة، فعلينا بذل كل سبب في الوقوع أمام هذا التيار من خلال:
أولاً: ما يحصل في الأسواق، وبالأخص في المجمعات التجارية من التبرج والسفور والميوعة، سواءً من الأجنبيات أو من بنات البلد؛ فإن هذا يزيد من ارتفاع نسبة الزنا.
ثانياً: ما يعرض في وسائل الإعلام من أغانٍ ماجنة، وصور فاضحة، وقصص ساقطة، وأفلام هابطة، مما يحرك ويثير شهوة الكبير المتزوج، فكيف بالشاب المراهق، والبنت المراهقة؟
فكل من يتساهل في أن يُعرض أو يُسمع شيء من هذا في بيته، ثم يقع أحد أولاده في الانحراف، فإنه يتحمل وزره يوم القيامة أمام الله -عز وجل-.
ثالثاً: إسكات هذه الأبواق العلمانية المضللة التي تسعى في نشر هذا السقوط الاجتماعي، إما بكتابة مقالات في جرائد ومجلات، أو نظم قصائد غرامية، وكلمات عشق وغرام ونشرها هنا وهناك، أو بأية طريقة أخرى يحاولون من خلاله نشر سمومهم وأفكارهم، هذا التيار يسعى جاهداً بكل ما أُوتي من حيلة ووسيلة إلى تغريب حياة الناس، وجعل الواقع يشابه الواقع الغربي المنحل في كل شيء، فلا بد علينا جميعاً من فضح هؤلاء ومقاومة شرهم بنشر الخير، ورد أفكارهم بالحجة والبرهان والمحاضرات، وإلا لو ترك لهم المجال ونشروا نتنهم أصابنا جميعاً ذلك الوجع.
"أنهلك وفينا الصالحون؟"، قال: ((نعم إذا كثر الخبث))، والخبث والله قد كثر، وبوادر الانحلال قد لاح، ولا داعي أن نضع رؤوسنا في التراب، فلنكن صرحاء.
هذه المشاكل وهذه القضايا التي نسمعها جميعاً، كل يوم عشرات القضايا وعشرات الجرائم في الأسواق، وحول المدارس والمعاهد والكليات، والشقق المفروشة وشواطئ البحر، بكل صراحة، هؤلاء أولاد من؟ هل هم أولاد الجن، أم أنهم أولادنا وبناتنا؟ هذه القصص التي تصل لمراكز الهيئات يومياً بالأكوام من المجمعات التجارية من الذي يمارسها؟ أولاد كوكب آخر؟! فلماذا التغافل؟ ولماذا دس الرؤوس؟ ولماذا الثقة المفرطة والاطمئنان الزائد، وكأن أولادنا أولاد الصحابة؟

كلنا يعرف بأن الشهوة لو تحركت فإنها لا تعرف التوسط والاعتدال، حتى تخرج في سبيلها، فاتقوا الله يا أولياء الأمور في الأولاد والبنات؛ فإن عذاب الدنيا لا يقارن بعذاب الآخرة قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} [(32) سورة الإسراء].

لقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أمور ستقع بانتشار الزنا، فوالله إن لم ننتبه سيدركنا، يقول -عليه الصلاة والسلام- كما في حديث أبي هريرة عند أبي يعلى قال: ((والذي نفسي بيده، لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذٍ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط)). قال القرطبي -رحمه الله-: "في هذا الحديث علم من أعلام النبوة، إذ أخبر عن أمور ستقع فوقعت خصوصاً في هذه الأزمان".

رحم الله القرطبي وأسكنه فسيح جناته، إذا كان هذا قد وقع في زمنه، وقد توفي في القرن السابع، فكيف لو رآى زماننا هذا الذي قد اختلط فيه الحابل بالنابل، وأصبحت قلة الحياء شعار أسر كاملة وعوائل معروفة، كانت معروفة إلى سنوات قريبة بالستر والعفاف؟ فنسأل الله -جل وتعالى- أن يدركنا برحمته، فإن واقعنا ينذر بشر عظيم، نسأله العفو والعافية إنه سميع الدعاء

ومن أشراط الساعة والتي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنها ستكثر وتنتشر، بل ويستحلّها الناس: ظهور المعازف وأصوات الموسيقى والغناء وانتشارها بين الناس:
عن سهل بن سعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ))، قيل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: ((إذا ظهرت المعازف والقينات)) [رواه ابن ماجة وسنده صحيح]، وهذه العلامة قد وقع شيء كبير منها في العصور السابقة، وهي الآن وفي هذا الوقت أكثر ظهوراً وأعظم انتشاراً، فقد ابتلي كثير من المسلمين بالمعازف، وأشربت قلوبهم حب الغناء وسماع الموسيقى، وارتفعت أصوات المغنين والمغنيات، الأحياء منهم والأموات في كل مكان، وتساهل الناس في هذا الأمر، وصار سماع الغناء جزء من حياتهم، ولا يُنكر ارتفاعه في الأسواق والأماكن العامة، وامتلأت بها البيوت، وكل هذا مؤذن بشر والله المستعان؛ فقد جاء الوعيد لمن فعل ذلك بالمسخ والقذف والخسف، كما في الحديث السابق، بل والأعظم من هذا إذا استحلّ الناس الغناء والمعازف، وفعلاً فقد استحلها كثير من الناس ويستغرب إذا قلتَ له بأن سماع الموسيقى والغناء حرام، فهؤلاء عقوبتهم كما ثبت في البخاري أنهم يمسخون قردة وخنازير إلى يوم القيامة، فعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ يَعْنِي الْفَقِيرَ لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمْ اللَّهُ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)) [رواه البخاري].

إن المتأمل لواقع الناس اليوم يرى أن هذه الأمة إن لم يتداركها الله برحمته فإنها مقبلة على فتن عظيمة، لقد أحب الناس اللهو والعبث والمرح، نزعت الجدية من حياتهم، نسوا أننا أمة مجاهدة، أمة صاحبة رسالة، تكالب علينا الأعداء من كل جانب، نهبت أموالنا، اغتصبت أراضينا، سرقت خيرات الأمة، ومازلنا نرقص ونغني، تعجب أحياناً من رجل كبير في السن يتمايل مع أصوات المعازف، فكيف بالشاب المراهق.

إن مما عوّد الناس على سماع الغناء، وجعلها عادية في حياتهم وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وزاد الطين بِلةً دخول الدشوش في البيوت، وهذا شر عظيم، وجرم كبير، يرتكبه رب الأسرة في حق أولاده؛ لأنها دعوة صريحة إلى الفواحش، محطات كاملة، تبث وعلى مدى 24 ساعة، خصصت فقط للرقص والغناء، بشكل فاضح ساقط، والبنت تنظر وتسمع، والولد والزوجة والبيت كله يتربى على هذا، ألا تظنون أننا لا نحاسب حساباً عسيراً على هذا؟ والله سنحاسب، فليعد كل من نال شيئاً من هذا جواباً عندما يوقف ويُسأل أمام رب العالمين

ومن أشراط الساعة: انتشار وكثرة شرب الخمر في هذه الأمة:

والأدهى من ذلك استحلال بعض الناس لها، نعم، ولا غرابة أن يستحل بعض هذه الأمة ما حرم الله، روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من أشراط الساعة.. -وذكر منها-: ((ويشرب الخمر)).

وعند الإمام أحمد وابن ماجه عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لتستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه)).

لقد ابتلي عدد غير قليل من المسلمين بشرب الخمر -والعياذ بالله- وابتلي به أكثر أصحاب الأموال والترف، وأصحاب الوجاهات، لأسباب منها: أن الحصول عليه يحتاج إلى ميزانية؛ لارتفاع سعره، وهذا ما لا يتمكن منه الفقير الفاسق.

ومنها: أن هذه الطبقة من المجتمع -تقليداً لأشباههم الكفار الغربيين- يعتبرونه من مكملات الوجاهة ومن متممات البروتوكولات –زعموا– لكن مع ذلك الفرق كبير بين المُقلِدّ والمُقَلَّد، فالكفار مع كفرهم، لكنهم أعقل ممن قلدوهم من المسلمين في تناول الخمر، يذهبون عقولهم لكن بقدر معقول، وفي أوقات محددة، وبعضهم تحت إشراف طبيب، أما أصحاب الترف وأصحاب الملذات واللعب من هذه الأمة -مع كونهم مسلمين، ومع أنهم يعلمون حرمته- لكنهم يُذهبون عقولهم بشكل غير طبيعي، فقد يبقى الشخص بالأربع والخمسة أيام فاقداً للوعي، لا يترك لنفسه فرصة ولا دقيقة واحدة ليعود إليه عقله.

لقد كثر الخمارون في أوساط الناس، وكثر أيضاً الخمارات، وكل هذا تحقيقاً لما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- أما كثرة الخمارين، فإن الواقع يشهد لذلك قبيل سنوات، كان المبتلى بالخمر لا أحد يعرف عنه؛ يتستر حتى من أهل بيته، أما الآن، فلكثرة البلوى به أصبح عند الناس تبلد إحساس وعدم اكتراث بهذا الأمر، فلا يبالي إذا عرف الناس عنه أنه يتعاطى المسكرات؛ ذهب الحياء حتى من الناس، أصبحنا نسمع في واقعنا -وكأن الأمر عادي جداً- فلان أتانا وهو سكران، فلان يشرب في بيته، فلان.. وهكذا، وكأن الأمر لا شيء، أما كثرة الخمارات فلو اتيحت لك فرصة أن تجلس لبضع دقائق مع أحد أعضاء الهيئات، ليعطيك بعض أخبار مصانع الخمور التي تكتشف فأظنك لا تصدق العدد في البلد الواحد، ليس بالآحاد، بل بالعشرات وربما أكثر، مصانع داخلية في الشقق والبيوت، وأكثر البلوى والمصائب -كما بلغنا- أنها من العمالة الأجنبية، فهم سبب لكثير من المفاسد في المجتمع، يجتمع العشرة -وربما أكثر- في الشقة الواحدة، وليس بينهم متزوج، ومع غياب متابعة الكفيل، يفعلون كل شيء، فيفتحون لهم مصنعاً، وأحياناً يكون السبب هو الكفيل نفسه إذا أخرّ رواتبهم وهم بحاجة إلى المال، فماذا يفعلون؟ فيغريهم الشيطان إلى مثل هذه الطرق، لكن المصيبة على من يبيعون؟ على أولاد المسلمين ممن يتوفر في أيديهم المال، فلننتبه جميعاً، الأب يتابع ولده، والكفيل يتابع مكفوله، وكلنا نكون رجال هيئة، نتعاون مع الأعضاء الرسميين؛ لنخفف الشر المنتشر في كل مكان.
لقد تحقق وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- في انتشار الخمر، وليس أعظم انتشاراً أن تباع جهاراً ونهاراً، وتشرب علانية في بعض البلدان الإسلامية، وتحت غطاء رسمي يَحمي ذلك كله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

من كان يتصور أن يصل الحال بالمسلمين أن يرضوا ببيع الخمر في بلادهم، الكفار نقول: حكوماتهم كافرة، وليس بعد الكفر ذنب، ولكن العجب فيمن يدعي الإسلام، ثم يرضى ببيع الخمر بين المسلمين، إن كان استحلالاً، فإن من استحل الخمر فهو كافر، يستتاب، فإن تاب وإلا قُتل كافراً مرتداً، تضرب عنقه، ثم لا يغسل ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، وإنما يرمس بثيابه في حفرة بعيدة؛ لئلا يتأذى المسلمون برائحته وأقاربه بمشاهدته، ولا يرث أقاربه من ماله، وإنما يصرف ماله في مصالح المسلمين، ولا يدعى له بالرحمة، ولا النجاة من النار؛ لأنه كافر مخلد في نار جهنم، {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا* خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا* يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} [(64-66) سورة الأحزاب]. هذا المستحل، أما غير المستحل فهو عاص لله، فاسق خارج عن طاعته، مستحق للعقوبة، وعقوبته في الدنيا الجلد.

وقد كان يفتي شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن من تكرر منه شرب الخمر فإنه يقتل في الرابعة عند الحاجة إليه، إذا لم ينته الناس بدون القتل، وهذا والله عين الفقه؛ فإن الصائل على الأموال إذا لم يندفع إلا بالقتل قتل، فما بالكم بالصائل على أخلاق المجتمع وصلاحه وفلاحه؛ لأن ضرر الخمر لا يقتصر على صاحبه، بل يتعداه
ومن أشراط الساعة: زخرفة المساجد والتباهي بها:
عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من أشراط الساعة أن يتباهى الناس بالمساجد)) [رواه النسائي وابن خزيمة بسند صحيح]. وعند الإمام أحمد: ((لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد)).

زخرفة المساجد هو نقشها، وعلة النهي -والله أعلم- أن ذلك علامة الترف والتبذير والإسراف، إضافة إلى أنه يشغل الناس عن صلاتهم، أضف إلى ذلك قول ابن عباس -كما في صحيح البخاري- أنه من عمل اليهود والنصارى: "لتُزخرفُنّها كما زخرفت اليهود والنصارى"، لهذا ولغيره ورد النهي.

لمّا أمر عمر بن الخطاب بتجديد المسجد النبوي على عهده نهى عن الزخرفة وأكد على ذلك فقال: "أكنّ الناس من المطر، وإياك أن تحمرّ أو تصفرّ، فتفتن الناس"، رحم الله الفاروق عمر، فإن من أتوا بعده لم يأخذوا بوصيته، ولم يقتصروا على التحمير والتصفير، بل تعدوا ذلك إلى النقش كما ينقش الثوب.

إن التباهي في بناء المساجد صار أمراً ظاهراً لكل أحد، ومنذ القديم والسلاطين والملوك والخلفاء، يتباهون في بناء المساجد وتزويقها وزخرفتها، حتى أتوا وعلى مر التاريخ بالعجب، ولا زالت بعض هذه المساجد قائمة حتى الآن في الشام ومصر وتركيا، وبلاد المغرب والأندلس والهند، وغيرها، ولا تزال هذه العادة مستمرة إلى يومنا هذا.

إن عمارة بيوت الله -جل وتعالى- إنما تكون بالطاعة والذكر والصلاة، وتحقيق ما وُجدت المساجد في هذا الدين من أجله، يكفي في المسجد أن يقي الناس الحر والبرد والمطر.

إن مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان في وقته من جريد النخل، لكنه كان مكاناً للصلاة والذكر، وكان مقراً لاجتماع مجلس الشورى، وكانت قاعدة عسكرية، ينطلق منها جحافل الإيمان إلى أصقاع المعمورة، يفتحون البلاد وينشرون دين الله، وكانت جامعة تخرج منها الفقهاء والمحدثين والمفسرين، وكانت مأوى للفقراء والمساكين كأهل الصفة وغيرهم، إلى غير ذلك مما وجد المسجد في الإسلام من أجله.

لقد جاء الوعيد من نبينا بالخبر الصحيح بالدمار إذا زخرفت المساجد وحليت المصاحف، روى الحكيم الترمذي عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال:"إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم".

والذي عليه الشافعية -كما نقله المناوي رحمه الله- أن تزويق المساجد -ولو الكعبة- بذهب أو فضة حرام مطلقاً، وبغيرهما مكروه، فنسأل الله -جل وتعالى- العفو والعافية.

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ* لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ* أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [(107-110) سورة التوبة

ومن أشراط الساعة –أيضاً-: ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- من كثرة القتل في آخر الزمان:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج))، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: ((القتلُ القتل)) [رواه مسلم].

وروى الإمام أحمد بسند صحيح عن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن بين يدي الساعة الهرج))، قالوا: وما الهرج؟ قال: ((القتل))، قالوا: أكثر مما نَقتُل، إنا نَقتُل في العام الواحد أكثر من سبعين ألفاً، قال: ((إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضاً))، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: ((إنه ليُنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنه على شيء وليسوا على شيء)).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قَتلَ، ولا المقتول فيم قُتل))، فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: ((الهرج، القاتل والمقتول في النار)).

وما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأحاديث قد وقع بعض منه، فحدث القتال بين المسلمين في عهد الصحابة -رضي الله عنهم- بعد مقتل عثمان -رضي الله عنه-، ثم فُتح الباب بعد ذلك، لكن قتال الصحابة ليس كقتال من جاء بعدهم، فلم تكن لهم أطماع دنيوية على مال أو حكم أو رياسة كما يُصور ذلك بعض المنحرفين من الكُتّاب، ويصدقه السذج وضعاف الإيمان، {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [(134) سورة البقرة].

ويكفي أنهم قوم قد حطوا رحالهم في الجنة، ثم صارت الحروب تكثر في بعض الأماكن دون بعض، وفي بعض الأزمان دون بعض، وغالبها لا تخلو من أطماع، إما على حكم -وهذا هو الغالب- أو على مال، أو حروب طائفية دينية، وأحياناً تقوم حروب دون أن يُعرف لها سبب، وأيضاً فإن انتشار الأسلحة الفتاكة الحديثة من قنابل وصواريخ وعابرات القارات، له دور كبير في كثرة القتل في الأزمان المتأخرة.
ومن أشراط الساعة: تقارب الزمان:
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان)).
وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة)) [رواه الإمام أحمد بسند صحيح].

ما معنى تقارب الزمان؟: معنى تقارب الزمان، قلة بركة الزمان، كما سمعتم في الحديث، تكون السنة كالشهر، يمضي عليك السنة ولم تفعل شيئاً، ولم تنجز عملاً يذكر كأنه شهر، والشهر يقل بركته، فيصير كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق السعفة، كم يستغرق وقت احتراق السعفة، بضع دقائق، الساعة بركتها كالدقائق والله المستعان.

وهذا يشعر به العقلاء من الناس، وأهل العلم والفطنة، وأصحاب العقول الراجحة والأذهان الصافية، أما فسقة الناس وجهالهم، وأصحاب الهمم الدنيئة، وأصحاب الشهوات العاجلة، فهؤلاء لا يشعرون بشيء، {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ} [(44) سورة الفرقان]، همّ الواحد أن يملأ بطنه من الطعام والشراب، ويستمتع ويقف عند ذلك، {يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} [(12) سورة محمد].

ما السبب في تقارب الزمان؟ وما هو السبب في قلة بركة الوقت؟ وأظن أن الكثيرين منكم فعلاً يشتكي من هذه القضية، يمر عليك اليوم، واليومان والشهر والسنة، والإنجاز قليل، والعطاء ضعيف؛ السبب هو ظهور الأمور المخالفة للشرع في حياة الناس الخاصة، وفي مجتمعاتهم العامة، إنه من الخطأ ربط قلة البركة ونزعها من حياة الناس، بغير القضايا الشرعية، إن علاقتها المباشرة بالأمور الشرعية ولا غير.

يشتكي الناس من قلة البركة في الأوقات، ويشتكي آخرون من قلة البركة في المال، يستلم الموظف عشرة آلاف أو أكثر، ولا يدري أين ذهب الراتب، وفي الماضي كان يأخذ نصف راتبه الآن، ويجد ما يوفر بل ويتصدق، ويشتكي ثالث قلة البركة في الأولاد، نعم، لديك سبعة أو ثمانية من الولد لكن أين هم، ما وجودهم، ما قيمتهم بين الناس؟ فما هو السبب؟

السبب ضعف إيماننا، وكثرة معاصينا، وجرأتنا على الحرام، كثرة فشو المنكرات في مجتمعاتنا، وقلة المنكرين، كل هذا وغيره، عاقبنا الله -جل وتعالى- وهذه تعد عقوبة يسيرة -نزع البركة من حياتنا-.

قال الإمام ابن أبي جمرة الأندلسي -رحمه الله- تعالى: "ولعل ذلك -أي تقارب الزمان- بسبب ما وقع من ضعف الإيمان، لظهور الأمور المخالفة للشرع من عدة أوجه، وأشد ذلك الأقوات، ففيها من الحرام المحض ومن الشبه ما لا يخفى، حتى أن كثيراً من الناس لا يتوقف في شيء ومهما قدر على تحصيل شيء، هجم عليه ولا يبالي، والواقع أن البركة في الزمان وفي الرزق وفي النبت إنما تكون عن طريق قوة الإيمان، واتباع الأمر واجتناب النهي، والشاهد لذلك قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ} [(96) سورة الأعراف] انتهى..

ومن أشراط الساعة: ظهور الشرك في هذه الأمة:
هذه العلامة ظهرت، بل هي في ازدياد، ولها صور وأشكال لا تُحصى، لقد وقع الشرك في هذه الأمة، مع أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعث ليحارب الشرك.
لقد دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة -يوم فتحها- وحول الكعبة وفوقها 360 صنماً، تعبد من دون الله، وكان بيده معول، فصار يضربها ويكسرها وهو يتلو قول الله تعالى: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [(81) سورة الإسراء]، فأعلن -عليه الصلاة والسلام- التوحيد، وأقامه بين الناس، لكن بعد سنوات القرون المفضلة وقع الشرك في هذه الأمة مرة أخرى، بل ولحقت قبائل منها بالمشركين، وعبدوا الأوثان، وبنوا المشاهد على القبور، وعبدوها من دون الله، وقصدوها للتبرك والتعظيم، وقدموا لها النذور، وأقاموا لها الأعياد، وصور أخرى من الشرك.

روى أبو داود والترمذي بسند صحيح عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا وضع السيف في أمتي، لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تَعبُد قبائل من أمتي الأوثان)).

هذه بعض صور الشرك مما كان في الماضي ولا يزال، أما اليوم فقد ظهرت صور أخرى، تتعدى عبادة الحجر والشجر فصار اتخاذ الطواغيت أنداداً من دون الله، وصار الشرك في تشريع الناس لأنفسهم، ما يخالف شرع الله -عز وجل-، وصار الشرك بإلزام البشر بالتحاكم إلى غير شريعة الله، وصار الشرك بتنصيب أشخاص معنوية، تتمثل في جهة أو لجنة أو مجلس، اتخذوا أنفسهم آلهة مع الله في التحليل والتحريم، وصار الشرك في اعتناق البعض المذاهب العلمانية والإلحادية والاشتراكية والقومية والوطنية وغيرها، وقبل ذلك وبعده، يزعمون أنهم مسلمون..


عبد الرحمن اعتراف
16:40 - 08/23


touati
touati
المديرة
المديرة

عدد المساهمات : 961
تاريخ التسجيل : 24/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ... Empty رد: أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ...

مُساهمة من طرف touati الجمعة أغسطس 26, 2011 12:41 am

ومن أشراط الساعة: ظهور الفحش وقطيعة الرحم وسوء الجوار:
روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش، وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة))، فهذه ثلاثة أمور ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها من علامات الساعة وكلها منتشرة بيننا: لقد انتشر الفحش بين كثير من الناس غير مبالين بالتحدث بما يرتكبون من معاصي، وهذا تفاحش والعياذ بالله.

إن من المهانة والذلة وعدم المروءة أن يقع المرء في معصية أو خطأ أو جريمة أو فاحشة، وقد بات يستره الله، ثم يصبح ويكشف ستر الله عليه بأن يتحدث بين زملائه وأقرانه بما فعل، فإن حصل هذا -وهو حاصل- فاعلم إنها من أشراط الساعة.
أما قطيعة الأرحام، فالله المستعان وإلى الله المشتكى، صار القريب لا يصل قريبه، إلى درجة أن الشهور تمر وهم في بلد واحد، وربما في حارة واحدة، ولا يتزاورون ولا يتواصلون.

لقد حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صلة الرحم وحذّر من قطيعتها وقال: ((إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك))، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((اقرؤوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ* أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [(22-24) سورة محمد])) [رواه مسلم].

أما عن سوء الجوار، فحدث عنه ولا حرج، فكم من جار لا يعرف جاره، ولا يتفقد أحواله ليمد له يد العون إن احتاج، بل ولا يكف شره عنه، يقول بعض الجيران: لا نريد من جيراننا خيراً، نريد أن يكفوا شرهم عنا.


عبد الرحمن اعتراف
16:41 - 08/23
ومما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في أشراط الساعة: تشبُّب المشيخة:
روى الإمام أحمد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يكون قوم يخضِبون في آخر الزمان بالسواد، كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة)).

لقد انتشر بين الرجال في هذا العصر صبغُ لحاهم ورؤوسهم بالسواد؛ يريدون أن يتشببوا، والصبغ بالسواد حرام، لا يجوز أن يغير الرجل ولا المرأة الشعر بالسواد.

نعم التغيير سنة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالتغيير لكن بغير السواد، ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: أُتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((غيّروا هذا بشيء واجتنبوا السواد)).

وبهذا يعرف أن بعض المحلات التي تبيع صبغ الشعر الأسود أنه حرام عليهم، ولا يجوز لهم بيعه، وهذه من البيوع المحرمة، ولا حجة لهم بأن هذا طلبات الزبائن والناس تريد هذا.

فانتبه يا صاحب المحل أن تخلط حلال مالك بحرام، فالربح الذي يأتيك من هذه السلعة، اتركها لله، وسيعوضك الله خيراً منها.
أما حواصل الحمام، فالمراد به -والله أعلم- صنيع بعض الرجال في هذا العصر من حلق العوارض، ويتركون اللحية على الذقن فقط، ثم يصبغونه بالسواد، فيغدو كحواصل الحمام.

أما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يريحون رائحة الجنة)) فقد قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-: "يحتمل أن يكون المعنى لا يريحون رائحة الجنة لفعل يصدر منهم أو اعتقاد، لا لعلة الخضاب، ويكون الخضاب سيماهم، كما قال في الخوارج سيماهم التحليق، وإن كان تحليق الشعر ليس بحرام" انتهى..
ومن أشراط الساعة أيضاً: كثرة الشح:
والشح هو أشد البخل، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((من أشراط الساعة أن يظهر الشحُّ)) [رواه الطبراني في الأوسط].
وروى البخاري عنه -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويُلقى الشح)).
وعن معاوية -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لا يزداد الأمر إلا شدة ولا يزداد الناس إلا شحاً)).
إن الشح خلق مذموم نهى عنه الإسلام، وأما من وُقي شح نفسه فقد فاز وافلح؛ قال الله تعالى: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [(9) سورة الحشر].

عُرف بعض الناس بالكرم والجود والسخاء، وأنه رجل معطاء، لا يسمع بباب من أبواب الخير إلا وضرب فيها بسهم، فمرة ينفق على مسكين، ومرة يتصدق على فقير، ومرات يرسل لأرامل وأيتام، إذا سمع بجمعية خيرية كان أول المساهمين، وإذا سمع ببناء مسجد كان أول المبادرين، مثل هذا الإنسان يبشر بخير، فإن الله -جل وتعالى- يبارك له في ماله، فكلما زاد في العطاء زاده الله، ((يا ابن آدم انفق ينفق الله عليك))، ما من يوم يصبح الناس فيه إلا وملك ينـزل من السماء يقول: اللهم أعط منفقاً خلفا، وأعط ممسكاً تلفا.

وهناك من أهل الخير ممن كانت لهم مشاركات طيبة وبها عرفوا، والآن قلَّت مساهماتهم، وأمسكت أيديهم على جيوبهم، فإذا ما سُئلوا أجابوا: الأوضاع الاقتصادية الراهنة، كساد السوق، كثرة الالتزامات الرسمية وغير الرسمية، نقول لهم: هذا هو الاختبار للمؤمن الحقيقي، الذي ينفق في وقت الشدة، {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} [(14) سورة البلد].

إن الله -جل وتعالى- يغيّر من أحوال الزمان، من رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء، والمؤمن مبتلى، والصادق من لا ينقطع حتى في أوقات الشدة، ويعلم بأن هذا اختبار من الله له؛ ليضاعف له الأجر والمثوبة. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاتَّقُوا الشُّحَّ؛ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ)) [رواه مسلم].

عبد الرحمن اعتراف
16:43 - 08/23


ومن أشراط الساعة: كثرة التجارة وفشوها بين الناس، حتى تشارك وتزاحم النساء فيها الرجال:
روى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة، حتى تشارك المرأة زوجها في التجارة)).

وروى النسائي عن عمرو بن تغلب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن من أشراط الساعة أن يفشو المال ويكثر، وتفشو التجارة))، وهذا أمر حاصل وظاهر لكل أحد.

إن كثرة التجارة وانتشارها أمر لا بأس به، بل قد يكون مطلوباً، فهو يُغنِي الإنسان عن سؤال الغير، لكن البأس أن تؤدي التجارة، ويؤدي هذا المال للافتتان، ثم الطغيان، {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} [(7) سورة العلق]، وكذلك المرأة، الأصل أنه لا بأس من دخولها في التجارة، لكن البأس ما هو حاصل من واقعنا في هذا الزمان، التمرد، والاستغناء عن الزوج، بل والتسلط عليه، وصار المسكين موقفه ضعيفاً، فالمال بيدها، أضف إلى ذلك نقصان العقل والدين، فماذا تتوقع بعد ذلك؟!

لا غرابة إذا سمعنا -بل أصبح هذا أمراً عادياً عند بعض الأسر- أن تسافر بعض النساء لوحدهن، وصارت ظاهرة سفر بعض النسوة لوحدهنّ للسياحة وحضور ما يسمى بمهرجانات التسوق، بل والاصطياف في الخارج أمراً لا ينكر، وهذا حاصل وواقع.

وصل قلة الحياء، والاستهانة بأوامر الله، وعدم الخجل حتى من الناس، أن يقال ويعرف أن بنات فلان قضوا شهراً من عطلة الصيف في أوربا أو أحد بلدان الشام، بل وصار الناس يستقبلون مثل هذه الأخبار دون نكارة ولا حرج، لو سألت وبحثت عن بعض أسباب ذلك، لوجدت أن وفرة المال وكثرته في أيدي النساء، قد يؤدي إلى مثل ذلك، بل وأشد من ذلك.

لقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يخشى على هذه الأمة من الفقر، إنما يخشى أن تبسط عليها الدنيا فيكثر المال، وتفشو التجارة فيقع بين الناس التنافس الذي يؤدي إلى الهلاك، ففي الحديث أنه قال -عليه الصلاة والسلام-: ((فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ)) [رواه البخاري].

وفي صحيح مسلم قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ؟))، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟ تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ)).

فالمنافسة على الدنيا تجر إلى ضعف الدين وهلاك الأمة وتفريق الكلمة، كما وقع في الماضي، وكما هو واقع الآن.
تجد أخوَان يحصل بينهما منازعات وخصومات، بل ويصل الأمر إلى المحاكم؛ من أجل خلاف على مزرعة أو أرض، أو كانا شريكين في تجارة، والله المستعان.
وتصديق ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- من فشو التجارة، أصبحت ترى مدينة صغيرة -كالتي نحن فيها الآن- كان سوقها قبيل سنوات محصور في شارع واحد، والآن تحولت المدينة كلها إلى سوق، وتحولت معظمها إلى مجمعات تجارية أضعاف أضعاف حاجة البلد، والعجيب أن التجار يشتكون من كساد السوق، وفي المقابل هناك ازدياد متضاعف على فتح محلات أخرى وجديدة، فبماذا يفسر هذا؟
إن تفسيره أنه أحد علامات الساعة.
أيضاً ومن أشراط الساعة: ذهاب الصالحين، وقلة الأخيار وكثرة الأشرار، حتى لا يبقى إلا شرار الناس، وهم الذين تقوم عليهم الساعة:

روى الإمام أحمد بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَأْخُذَ اللَّهُ شَرِيطَتَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ –أي أهل الخير والدين– فَيَبْقَى فِيهَا عَجَاجَةٌ –وهم الأراذل الذين لا خير فيهم- لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا))، معنى الحديث أن الله يأخذ أهل الخير والدين، ويبقى غوغاء الناس وأراذلهم ومن لا خير فيهم، وتأمل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ربط القضية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وروى الإمام أحمد –أيضاً- بسند صحيح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُغَرْبَلُونَ فِيهِ غَرْبَلَةً يَبْقَى مِنْهُمْ حُثَالَةٌ –والحثالة الرديء من كل شيء– قَدْ مَرِجَتْ –أي اختلطت– عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا)) وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ".

متى يكون ذهاب الصالحين، ومتى يقل الأخيار ويكثر الفجار؟:
يكون ذلك عند كثرة المعاصي، وعند ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، "أنهلك وفينا الصالحون؟"، قال: ((نعم إذا كثر الخبث))، والخبث والله قد كثر وطفح على السطح، ولم يعد الخبث مستوراً، بل أصبح ظاهراً ويعلن عنه.

دخل الخبث معظم البيوت، أصبحت ترى الخبث في شوارع المسلمين وأسواقهم، بل لقد تخلل الخبث إلى سلوكيات الأمة وأخلاقها، كان في الماضي يستحي الناس من ظهور وبروز شيء من خبثهم وفجورهم ومعاصيهم، أما اليوم وصل الأمر إلى المجاهرة بالخبث، "أنهلك وفينا الصالحون؟" قال: ((نعم إذا كثر الخبث)).

إن كثرة الخبث في المجتمع سبب لذهاب النعم وحلول النقم، الخبث سلاّب للنعم جلاّب للنقم، خبث الناس وفجورهم ومعاصيهم يسبب تسلط الخصوم، وتسيطر الأشرار والفجار، وارتفاع الأسعار، وشح الوظائف، وكثرة الجرائم، وقلة الأمطار، وانتشار الأوبئة، {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [(40) سورة العنكبوت].

ما نزل بالأمة من ذل وهوان وآلام وعقوبات ومحن وفتن؛ إلا بسبب كثرة الخبث وقلة الصالحين، فحرمت الأمة من خيرهم وبركتهم ودعوتهم، وما يصيب الأمة في واقعها ما هي إلا نذر، لكي يعودوا ويرجعوا ويكفوا من نشر الخبث، وتقليص تمدد الصالحين، {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [(59) سورة القصص]، وقال -جل شأنه-: {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ} [(49) سورة المائدة].

ولعلك تسألني وتقول: ما هو الخبث؟ وماذا تعني بالخبث؟


فأقول لك: إن الخبث صوره لا تعد ولا تحصى، لكن خذ بعض النماذج:
فمن الخبث: إقامة الربا وانتشار الفواحش، وكثرة الزنا، ومن الخبث: إكرام الكفار والفجار وإهانة الصالحين والأخيار، ونبذ أحكام شريعة الجبار، ومن الخبث: تضييع الصلوات ومنع الزكوات واتباع الشهوات وارتكاب المنكرات، ومعاداة أولياء من بيده الأرض والسماوات.
ومن الخبث: انتشار الغش والظلم، وكثرة أكل الحرام، وارتفاع أصوات المعازف، وتساهل الناس في سماع الغناء، وعدم الاكتراث بمشاهدة التبرج والسفور، ومن الخبث: فشو رذائل الأخلاق، ومستقبح العادات في البنين والبنات، وتسكع النساء في الأسواق، وكثرة مشاكل المغازلات والمعاكسات، فهذه بعض صور الخبث وهناك غيرها وغيرها.

والمشكلة أن الناس نيام، والمجتمع غافلٌ لاه لا يعلم بأن الخبث يهدم الأركان، ويقوض الأساس، ويزيل النعم، وينقص المال، وترتفع الأسعار، وتغلو المعيشة، وتحل الهزائم الحربية والمعنوية؛ {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ* وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ* لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [(65-67) سورة الأنعام].

قال الله تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ* أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ* أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ* أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} [(97-100) سورة الأعراف].

ومن أشراط الساعة: ظهور الكاسيات العاريات:
والمراد بهذا خروج النساء عن الآداب الشرعية، وذلك بلبس الثياب التي لا تستر عوراتهن، وإظهارهن للزينة وما يجب عليهن ستره من أبدانهن.
روى الإمام أحمد بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ كَأَشْبَاهِ الرِّجَالِ، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ، الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ)).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا)) [رواه مسلم]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((من أشراط الساعة أن تظهر ثيابٌ يلبسها نساءٌ كاسيات عاريات)).

إن هذه الأحاديث وأمثالها يعد من معجزات النبوة، فإنه لم ير -عليه الصلاة والسلام- ما أخبر به، ولكنه وقع كما أخبر، وذكر بأن هذا من أشراط وعلامات الساعة -ظهور الكاسيات العاريات- تخرج النساء كما نشاهد في عصرنا هذا، يلبسن ثياب لكنه لا يستر، والستر مطلوب شرعاً، فتكون المرأة كأنها عارية، إما لرِقة هذه الثياب وشفافيتها، وإما لقصره بحيث أنه لا يؤدي وظيفة الستر المطلوبة، وإما لأنها ثياب ضيقة، تُظهر تفاصيل جسمها، فتبرز صدرها وعجيزتها فتكون كأنها عارية، وكل هذا واقع ومشاهد.

لقد قفز المجتمع قفزات سريعة في وقت قصير من عمر الزمن، وصار هناك تحول ملحوظ في ملابس النساء عندنا، وشياطين مصممي الأزياء عرفوا من أين تؤكل الكتف.

إن الحديث عن الملاحظات الشرعية على ما تلبسه النساء اليوم حديث طويل، وليس هذا مجال تفصيله، ولكن سأنبه إلى ظاهرة انتشرت انتشاراً سريعاً وملحوظاً في الآونة الأخيرة، وقد أفتى عدد من علمائنا بحرمتها، فعليك أيها الأب أو الزوج أو ولي الأمر أن تتنبه أنت لهذا؛ لأن المرأة ناقصة عقل ودين، هذه الظاهرة هي: لبس النساء للبنطال.

لقد انتشرت هذه الظاهرة في مجتمعنا مؤخراً انتشار النار في الهشيم، وهي ظاهرة غربية جاءتنا من ديار الكفر، تتعارض مع عاداتنا وأعرافنا، ولا يناسب مجتمعنا، كيف رضيت به المرأة؟

لا أدري. بل كيف رضي الأب أن يخرجن بناته وهن لابسات للبنطال، وكيف رضي الزوج أن تخرج زوجته؟ لا أدري؟ حجتهم أنها ساترة لنفسها بالعباءة، وهذه حجة ضعيفة، فالعباءة قد يحركها الهواء، وكثرة الحركة، فيقال: وإن لم يحصل هذا، فإن ظهورها أمام النساء بهذا الشكل فيه محذور شرعي، وهي تجسيد عورتها وإبرازه، فتكون من النساء الكاسيات العاريات اللاتي قد لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها فلبسه حرام ولا يجوز، فتنبه أيها الأب، وأنت أيها الزوج.









touati
touati
المديرة
المديرة

عدد المساهمات : 961
تاريخ التسجيل : 24/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ... Empty رد: أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ...

مُساهمة من طرف saliha الإثنين سبتمبر 26, 2011 5:14 pm



[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/img]


[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/img]





saliha

عدد المساهمات : 1009
تاريخ التسجيل : 24/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ... Empty رد: أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ...

مُساهمة من طرف touati الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 5:18 pm

اللهم نسالك العفو و العافية في الدنيا و الاخرة شكرا حبيبتي ام وئام
touati
touati
المديرة
المديرة

عدد المساهمات : 961
تاريخ التسجيل : 24/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ... Empty رد: أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ...

مُساهمة من طرف saliha الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 6:22 pm



آمين يارب العالمين

لا شكر على واجب عزيزتي

هذا أقل شيء

بعد كل هذه المجهودات الجبارة

التي أفدتينا ونفعتينا بها

جعلها الله لك ذخرا



saliha

عدد المساهمات : 1009
تاريخ التسجيل : 24/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ... Empty رد: أشراط الساعة الصغرى والكبرى .. (ملف شامل) ...

مُساهمة من طرف touati الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 11:02 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
touati
touati
المديرة
المديرة

عدد المساهمات : 961
تاريخ التسجيل : 24/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى