للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟

من طرف saliha الخميس فبراير 16, 2012 7:03 pm

[color=black]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

انقل لكم هذا الموضوع و اريد تعليقاتكم

الحمد لله الذي جعل الباطل زهوقا Question

[color=green]للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟

بقلم الأستاذ محمّد فاروق طوالبية

للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟ 405563_296480730406977_157073457681039_774449_621353032_n

الدكتور الشيخ شوقي سليمان أبو حرم
رئيس المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين - شعبة قسنطينة -

للخطابة أصول... فهل للإعلام أصول؟

لعلي لا أجد مناسبة أفضل من هذه, لأبْرِيَ فيها قلمي مرّات عديدة, وأذيب ممحاتي على صفحاتي البيضاء التي سأخط عليها هذه الشهادات؛ حيث إنّني تردّدت أكثر من مرّة للكتابة عن شخصيّة اليوم, التي سأحدّثكم عنها, ولعلّ القارئ يستغرب حينما يعرف أنّني حاورت مئات الشّخصيات العالمية, مشرقا ومغربا, بمختلف أطيافها, ومشاربها ومذاهبها, وأجناسها وجنسياتها, في حين أنّني لا زلت لحدّ السّاعة متردّدا في محاورة هذا الرّجل الذي لم أعثر على مفتاح خريطته الذهنية, ولم أتوصل إلى معرفة تركيبته النّفسيّة, مع أنّني أقرب مقربيه منذ زمن لا يقلّ عن سنّ مولود في البضع الأوّل من طفولته, وذلك لسببين؛ أولهما: أنّني أقدّس العمل الإعلامي وأعرف قيمة الشخصيات التي أحاور, وأدرك جيدا قيمة الرّجال كذلك الذين هم بحجم هذا الرّجل, فأعدّ لهم العُدّة قبل مُحاورتهم. وثانيهما: أنّ هذا الرّجل لا يقدّم عملا غير راض عنه, فلا يتقدّم مجلسا ولا يتصدّر محفلا ولا يحاورك إلا إذا كان متهيئا نفسيا وذهنيا وجسديا, لأنّه رجل يمجُّ الرّداءة, ويتطلع دوما إلى الأجود..

لكن قبل أن أرفع السّتار عن ضيف صفحاتي, الذي به تُعرَف أصول الخطابة, فإنّني أستسمحكم عُذرا, لأوقفكم عَرَضًا عند مناسبة كتابة هذه الأسطر, كي لا أترك القارئ على تشويق دون تحقيق. فقد وقع تحت بصري قلم جاف استُنفِدَ حبره فوق ورقات مستَهلكة؛ يستعملها باعة العربات المتجولة في الطرقات, فأردت أن أصحّح بعض المفاهيم المغلوطة, وأضع بعض النقاط على جمل غير منقوطة, بين طيّات صحيفة شابها شيبُ كهولة, مدمنة على التّصحيف والتّحريف والتزييف, وسأترك للقارئ فرصة التّفكير في قضية فلسفية مفادها الآتي: لكلّ فن أصول( مقدّمة كبرى), الخطابة والإعلام فنّ (مقدّمة صغرى), النتيجة المنطقية= الخطابة والإعلام أصول. فإذا علمنا أنّ للخطابة أصول, فهل للإعلام أصول؟

بعد قراءتي لأسطر مهملة, كتبتها كهلة من كهول جريدة
L'EXPRESSION
الذين قاربوا مناصفة قرن من الزّمن حاملين عقدا جنسية ونفسية وإعاقات ذهنية, كتبت في عدد الإثنين 06 فيفري 2012 وهي تغازل قامة شامخة من شخصيات الجزائر؛ شاب استحت الثلاثين ربيعا أن تبرحه إلى أربعينها, تُزين صفحة وجهه لحية بيضاء ملؤها الوقار وعنوانها مدرسة الحياة, أتاه الله بسطة في العلم والجسم, وزاده فهما إلى فهم, تمتدّ أصوله إلى كبريات المناطق الثورية الجزائرية ( واد الزّناتي), وفي الوقت ذاته هو ابن مدينة عريقة من العواصم الحضارية والمدائن التّاريخية التي تضرب جذورها في عمق التاريخ (مدينة العلم والعلماء قسنطينة)؛ طبيب مختصّ في طبّ الأسنان, نزل من عرش مملكة الطبّ, واعتلى منبر النّبوّة, مثّل الجزائر في مختلف المحافل محليّا ودوليا, إنّه سفير الجزائر الذي لا يحمل حقيبة ديبلوماسية, وإنما عصى خشبية, أدخلته البيوت, وأسكنته النّفوس, واخترقت به الشاشات الفضيّة, فلفت أنظار القادحين قبل المادحين, واستقطب المقيمين والزّائرين..وأنت تجلس في حضرته أمام منبره كأنّك تُنصتُ إلى العقد الفريد مقروءًا, فحينما يستهل خطبته؛ يداعب سمعك ديوان أمير الشعراء موزونا, فإذا حمد وأثنى, نطقت البلاغة بالفصاحة والبيان, فيُفتَحُ أمامك أساس البلاغة مسجوعا, وإذا استشهد بالقرآن أتبعه بالإتقان والبرهان, يعضُدُه الحديث تسعا بالتّخريج والتبيان, فإذا أسهب زاد تحريرا وتنويرا للأذهان, وإن استطرد كانت أفكاره موافقات وأدلته اعتصام, فإن همّ بالاختتام عاد إلى منّة التّمام, وبشاعر النّيل أتمّ الكلام..
إنّه الدّكتور شوقي سليمان أبو حرم, إمام مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة, ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالمدينة ذاتها, هذا هو الاسم الذي أرعب صاحبة القلم الجاف التي ذكرت آنفا, فآثرت التلميح على التّصريح, والإثارة على الإنارة, والتضليل على التعليل. دون مبالغة أو مزايدة إنّه الرّجل الوحيد الذي أستحي أن أخطب أو أحاضر أو أدّرس بلغة الضاد أمامه بعد أربع شهادات علمية, وعشر سنوات جامعية, ومحاورتي لمئات الشّخصيات العالمية..
صاحبتُ هذا الرّجل مدّة أربع سنوات تقريبا, فضلا عن متابعتي له منذ بداية هذه الألفية قبل أن أتعرّف إليه وأرافقه. لعلّ غيري يجد نفسه مُحرجا في موقف كهذا, عندما يطلب منه الحديث عن شخص تربطه به صداقة, فقد يميل إلى المداهنة والمجاملة, لكن أجدني في سعة من أمري إذا تحدّثت عن هذا الرّجل تحديدا, لأنني أتحدث بكل موضوعية, ولا أقول فيه إلا ما فيه, لأنني أعلم علم يقين أنّه رجل جلد قويّ, كله ثقة بنفسه, لأنّه بنى نفسه بنفسه, فلا ينتفع بثناء, ولا يضيره هجاء..

عرفت الدّكتور شوقي بغزارة علمه, وسعة فهمه, ورحابة صدره في أحلك الظروف, ما سألته عن أصل من أصول الدّين إلا أجابني إجابة وافية مُؤصَّلة, ثم استطرد إلى الفروع..

عجبت لأمره, كيف جمع فأوعى, فبين الطبّ والقرآن والسنّة, والفقه وأصوله, والحديث والسيرة, والفكر والسياسة الدّولية, والتّخطيط والاستراتيجية, والرياضة والفنّ, تبحر بك سفينة الدّكتور شوقي لتذهب بك في بحر لا شاطئ له.

فأمّا عن الصّديق شوقي, فقد عرفته بوطنيته, واحترمته لرجولته وكرامته, وميّزته بجوده وكرمه, ووثقت فيه لعلمه وفراسته, ورافقته لصبره وعزيمته, وائتمنته لعهده وأمانته, ولازمته لاشتراكنا في طباع كثيرة, لا لأنه خطيب الأمير, وصديق الوزير كما يتحبب إليه البعض.

أمّا عن الدّكتور الطبيب الشيخ شوقي سليمان أبو حرم, الذي تردّدت كثيرا في الكتابة عنه, إضافة إلى الأسباب التي أسلفت ذكرها, ثمّة سبب لا يقلّ أهمّية عن سابقيه, هو أنّني شرعت في تصوير برنامج على قناتي الإلكترونية التي أديرها(قناتكم), موسوم بـــ: حوار مع شخصيات وذكريات ومواقف في حياتي؛ وأصل هذا البرنامج فكرة مذكرات شخصية أردت أن أستجمع من خلالها أبرز الشخصيات التي لقيت وجالست ورافقت وحاورت, والتي أسهمت بالفعل في تكوين شخصيتي وتركت بصمتها, والذكريات والمواقف التي سجلتها ذاكرتي, كان على رأس هؤلاء الدّكتور شوقي باعتباره شخصية مرموقة من جهة, ومن جهة أخرى صديق ورفيق درب ومرحلة مهمة في حياتي, فاقتضى الواجب العملي أن أعدّ للكتابة عُدّتها لأعطي الشخصية حقها..

صاحبة القلم الجاف التي أرادت أن تتسلق حصن قلعة الدّكتور شوقي لتطل على عرشه من طرف خفيّ دون أن تقرب حماه, ذكرتني بزميل لها في صحيفة مصحّفة, إذا حذفنا الباء من وسطها وأطلقنا الألف في آخرها, أصبحت نجاسة في مجاري المياه الملوثة, عثرت ذات يوم على قرطاس فول مبلل, في ربع هامش صفحته حروف هجائية, ملأ بها صاحبها فراغه لما انقطع وحي الشبكة لعنكبوتية, أرفقها أحد المخربشين صورة كاريكاتيرية تظهر شيخا بقبعة ولحية, تبدو خربشاته لمبتدئ في التعرف على كيفية مسك الريشة واستعمال الألوان الزيتية؛ يعلوها سهم منكسر قوسه, مكتوب أمامه" أنا شخصية", مع أنّ الدّكتور شوقي لو يقل يوما إنّه شخصية, ولم يطلب من أحد أن يشخّصه, لكني ما أراه إلا مصيبا في وسمه..

كيف لا يكون الدّكتور شوقي سليمان أبو حرم شخصية , وهو الإمام والخطيب, الذي يحُجُ إليه الناس كل جمعة رجالا وركبانا من كل صوب وحدب.

كيف لا يكون الدّكتور شوقي شخصية, وهو الشخصية, التي شرّفت الجزائر عالميا, إلى درجة طلب خطبه من دواوين ملكية, وتنقل رجال الأعمال, والشخصيات الديبلوماسية وأرباب الفكر والثقافة من دول عربية, لطلب مقابلته ومجالسته؟

كيف لا يكون الدكتور شوقي شخصية, وهو يقدّم في كل المحافل على رؤوس الجحافل كلما ذهب ممثلا للجزائر خارجها؟

كيف لا يكون الدّكتور شوقي شخصية, وهو الخطيب الأول لا في قسنطينة فحسب بل في الجزائر قاطبة بلا منازع وأنا مدرك تمام الإدراك ما أقول, وهو يعطي دون كلل ولا ملل, دون أن يسئم أو يسقم, ولا يزال واقفا على منبره صدّاحا, يأبى إلا أن يكون عصيا على الثمان سنوات التي قضاها بمسجد الأمير عبد القادر, فضلا عن مختلف مساجد ولاية قسنطينة بالمستوى وبالقوة ذاتها؟

كيف لا يكون الدّكتور شوقي شخصية, وهو يقدّم لاستقبال الوفود والحشود التي تزور قسنطينة ويوضع دائما في الواجهة ليقابل العلماء والوجهاء؟

كيف لا يكون الدّكتور شوقي شخصية, وقد أفنى عمره فوق المنابر يصدع بالحق ويدافع عن هذا الوطن في أحلك الظروف وفي أخطر المنعرجات, وفي أصعب الرهانات, في سبيل حفظ أمن البلاد والعباد؟

كيف لا يكون الدّكتور شوقي شخصية, وهو يتنازل عن مهنة كان له يمضي فيها قدما فيأكل شهد العسل مختلفا ألوانه, وأقرانه اليوم الذين سلكوا مسلك تخصّصه باتوا من أعيان المدينة وكبرائها, لكنه آثر الدّين عن الدّنيا, وقبل راتبا كان بإمكانه أن يمنحه أقل ممرض عنده في عيادته الخاصة وآثرهُ على آلاف وملايين الدّنانير؟

أعود الآن إلى صاحبة القلم الجاف, وإني لأعلم أنّك تقرئينني في هذه اللحظات من رأسي إلى أخمص قدميَّ, ورسالتي تصلك مثلما هي الآن بين يديّ, وقبل أن آخذك بظاهرة بلاغية لألتفت بك من ضمير المخاطب إلى الغائب, أقول لك لقد أخطأت المرمى, وضللت السبيل, إن كنت قد درست العلوم السياسية, وغابت عنك أصول الإعلام, فأنا قد درست ثلاث تخصّصات ونلت أربع شهادات, وأفنيت عمرا بين الجامعات, لذلك سأترفع عنك وأخاطبك بضمير الغائب بعد أن علم القارئ كيف أن للخطابة أصول مع الدّكتور شوقي, عليَّ أن أعلمك أنت ومن ماثلك وانتهج نهجك, أنّ للإعلام كذلك أصوله, وأجيبك على ما كتبته متسائلة في حيرة من أمرك, وأردّ عليك كلمة بكلمة باعتبار أن الترجمة أحد تخصصاتي, وقد تعلمت في نظرياتها أن أترجم المعنى قبل المبنى, وإن كان الجهل يطوقك بصيغ المبالغة الخمسة, وكنت لا تعرفين قدر الرّجال فإليك الآتي:

1- أول شيء لقد خاطبت الدّكتور شوقي بضمير
"IL"
ثم وضعت عنوانا عريضا
"Un imam risque de faire l'objet d'une plainte"
وقد تعمدّت التجاهل له في كلا العنوانين, والدّكتور شوقي اسمه يسبق صفته دوما, بدليل قولهم شوقي إمام الأمير, ولم أسمع في حياتي قط إمام الأمير من؟ شوقي, إمّا إذا كان اسمه قد أرهبها فإني ألتمس لها العذر لأنّ شخصية بوزن الدّكتور شوقي, شخصية مرموقة بالفعل وتستحق ألف حساب.

2- استعملت (الآنسة-السيدة), مصطلح
"LA FITNA"
(الفتنة), متهمّة الدّكتور شوقي بإشعال فتيل الفتنة؛ فإن كانت المذكورة أسفله تجهل مدلول الدّال, فعليها مراجعة لسان العرب أو القاموس المحيط, وإن لم يكن الأمر كذلك- وهو راجح- واستعملت المصطلح لإرضاء جهات معينة فإني أضيف إلى رصيد معلوماتهم( حساباتهم), أنّ الدكتور شوقي هو من أخمد نار الفتنة, لما اشتدّ لهيبها منذ أيام قليلة, حينما أغلق بعض المواطنين جسر سيدي مسيد المعلق طلبا لمراجعة ملفاتهم السكنية, وطالبوا بتوسط الدّكتور شوقي لدى والي ولاية قسنطينة, فما إن حضر الدّكتور شوقي إلى الجسر وهدأ من روعهم حتى نزل الجميع وفتح الطريق أمام السيارات, وقد ثمّنت السلطات المدنية والعسكرية والجهات الأمنية بمختلف أجهزتها مبادرة الدّكتور شوقي, التي كانت بطلب من المواطنين البسطاء وفي الوقت ذاته ثقة واعتراف من السلطات المحلية بوزن هذا الرجل في البلاد ومصداقيته ووطنيته, التي طعنت فيها صاحبة القلم الجاف, وادّعت أنّه يروج للفتنة ويريد إعادة البلاد إلى زمن التسعينيات من القرن المنصرم.

3- قالت:
"Selon de nombreux fidèles des accoutumés à cette mosquée, l'imam semble avoir trouvé l'endroit idéal pour faire de la politique, mais le pire est que celle-ci est carrément une incitation à la violence".
ثمّ أضافت:
"Les fidèles témoignent.."
فهي تقول" حسب مجموعة وعدد كبير..." ممّن أسمتهم بالمخلصين روّاد هذا المسجد, هذا الكلام يتيح للدكتور شوقي الحقّ في مقاضاتها وطلب الدّليل المادي والسند القوي الذي بنت عليه كلامها "نقلا عن", وإلا فهذه- إن قلنا تجوُزا إنها إعلامية فما قامت به لا يخضع لقواعد الإعلام, فهي مجرد ناقلة لكلام الشوارع والمقاهي, دون أن تتحرى الدّقة وهذه قضية أخرى.

4- كلامها دليل قاطع على أن الأمر دبر بليل ونيته مبيتة, من خلال قولها:
"Après une longue absence cet imam revient pour inciter directement la population à se révolter et ne pas se laisser faire".
فكيف علمت أنّه بعد غياب طويل يعود, فإن أعلمها مخلصوها, ففيه دليل آخر على التربص لهذا الإمام وانتظار لحظة عودته من عطلته المرضية المبررة قانونيا, لإشعال الفتنة.

5- لم يتحدث الدكتور شوقي عن قضية السّنة والشيعة و لم يوردها في خطبته, في حين أنّها ادّعت عليه بقولها :
Pis encore, il a tenté dans son prêche de soulever les sunnites contre les chiites, sachant qu'en Algérie le nombre de chiite est très insignifiant, lesquels n'ont d'ailleurs jamais eu aucun problème.
فكلام الرجل لا يزال موثقا بالصوت والصورة, ضف إلى ذلك فإن هذا العلم الذي يمثل الجزائر كان له شرف المشاركة في مؤتمر دولي, للتقريب بين السّنة والشيعة, في صائفة 2007 بدمشق, بحضور كبار علماء السّنة والشيعة من مختلف الدّيار الإسلامية, كما عمل جاهدا لدعم مقاومة حزب الله (الشيعي) للكيان الصهيوني في حرب حزيران2006, غير أنّ كاتبة هذه الكلمات نقلت ما ورد إليها حسب مصادرها, وساقتها في غير سياقها, علما أن موقف الدّكتور شوقي من الشيعة واضح ولم يرد للشيعة ذكر في خطبه إلا في مواقف حاسمة تقتضي ذلك, فإذا زعمت أنّه معاد للشيعة ويريد إثارة الفتن بينهم وبين السّنة فخطبه ومحاضراته وكلماته خير شاهد على ذلك.

6- علما أن ناثرة هذه الكلمات المشتتة- ليست من العاكفين ولا الرّكع السجود, غير أنها تقول:
Ce n'est pas la première fois que cet imam, prononce ce genre de discours oubliant son rôle initial.
فكيف علمت أنها ليست المرة الأولى التي يخطب فيها الدّكتور شوقي هذا النوع من الخطاب, ثم أضافت أنّه ناسيا دوره الأساسي, فإن كانت تريد تقزيم دور الإمام فقد أساءت لقطاع بأكمله, وضربت مرجعيتنا الدّينية وتراثنا في عمقه, لأن الذي عليه الجزائر منذ ثورتها التحريرية قوامه الحركات الإصلاحية, التي جمع علماؤها بين تنوير العقول وتحرير الحقول من يدّ المستعمر الغاصب, على غرار دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين, وروادها الذين طافوا البلاد شرقا وغربا, وهذه رسالة شهدائنا الذين خضبوا أرضنا الطاهرة بدمائهم الزكية, ثم إذا كانت تقصد أن على الإمام المكوث في المسجد حيث ينتهي دوره, فأني أعلمها أن إمام اليوم ليس درويشا أو دجالا, لأن العقلية البالية قد زالت, في عصر الفايس بوك والتويتر, وإمام اليوم شاب, مطلع على متغيرات عالمه, منفتح على مجتمعه, يحمل شهادات جامعية عليا, إلى جانب ذلك فإن كان دور الإمام قاصرا على المسجد, فلماذا نستنجد بالدكتور شوقي إمام الأمير, في كل صغيرة وكبيرة تحدث في المجتمع, فهو الواعظ والناصح وحلال المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والمزوج والمطلق والحكم بين المتخاصمين وواسطة بين جهة وجهة هي أعلم بها من غيرها.

7-أعادت استعمال تعبير:
"Selon les fidèles,..."
ولم نعرف بعد كيف حكمت عليهم وصنّفتهم ومن هؤلاء المخلصون الطيبون الذاكرون الشاكرون, الذين دفعهم إخلاصهم لزعزعة استقرار أكبر مؤسسة دينية في الجزائر, وسط ظروف إقليمية وعالمية لا تسمح بذلك لا سيما في الوقت الراهن.

8- أطلعتنا على معلومة خطيرة بقولها:
"Selon les fidèles, la mosquée El Amir est utilisée à des fins politiques, qu'ils refusent. Certains d'entre eux ont d'ailleurs décidé de ne plus y revenir, mais qu'il était important de saisir la presse, aussi bien arabophone que francophone".
مستندة دوما إلى كلام المخلصين من شهدائها, وكأنها رسالة قوية حتى تثير المسؤول الأول عن القطاع, وتوهم القارئ أن الناس انفضوا من حول هذا الإمام, ومسجد الأمير بات قاعا صفصفا بسبب خطبة واحدة, وفي هذا تناقض كبير وكلام خطير, أما التناقض فكيف للمخلصين المدوامين على هذا المسجد أن يتركوا المسجد الذي ألفوه؟ وأما الكلام الخطير؛ ففي الشق الأول من جملتها:
" Selon les fidèles, la mosquée El Amir est utilisée à des fins politiques,.."
وخطورة هذا الكلام تتمثل في:

أ- غيبت دور المسؤول الأول عن القطاع السيد مدير الشؤون الدينية والأوقاف.

ب- غيبت دور الجمعية الدينية لمسجد الأمير عبد القادر.

جـ- غيبت دور أجهزة الأمن التي تسهر على أمن البلاد والعباد, وتعمل على استقرار المؤسسات الدينية والمرافق الحكومية.
د- اتهمت الإمام اتهاما صريحا بأن له أغراضا سياسية, ولم تكتف بذلك فحسب بل جعلته يستخدم المسجد لممارسات سياسية, علما أنه في المسجد ذاته منذ ثمان سنوات.

هـ- أساءت للجزائر ولهيبتها ومكانتها الدولية, إذ أوهمت القارئ, أنّ في الجزائر من يستخدم المؤسسات الدينية استخداما سياسيا, والجزائر اليوم تحاك لها المؤامرات والمكائد فليست في حاجة إلى مثل هذا الكلام الذي يقيض لها الأعداء ويفتح عليها ما هي في غنى عنه, ثم إن الجزائر دولة عتيدة في مكافحة الإرهاب ولها تجارب وخبرات في الممارسة السّياسية, فكيف تغفل عن هذا الأمر؟

9- حينما تحدّثت عن المخلصين الشرفاء روّاد المسجد الذين عزموا على عدم العودة لهذا المسجد لكنهم رأوْ أهمية في التوجه للسلطة الرابعة ( الصحافة), قالت:
Certains d'entre eux ont d'ailleurs décidé de ne plus y revenir, mais qu'il était important de saisir la presse, aussi bien arabophone que francophone".
وهذه مناورة ومراوغة حتى توهم القارئ أنها ومن تمثل على حياد تام, وهو أسلوب بائد لا يستخدمه إلا المشكك في نفسه, أرادت بذلك تبرئة عُصبتها من الإيديولوجية التغريبية الاستدمارية, التي تحارب كل ماهو إسلامي معتدل وفق مرجعية وطنية, وتريد استكمال مشروع الصهينة والتهويد, الداخل في إطار الماسونية العالمية, التي كان من بين خططتها زعزعة استقرار الجزائر في الآونة الأخيرة لكنها لم تفلح.

10- في إشارة عابرة اتهمت الدّكتور شوقي تلميحا برغبته في العودة بالبلاد إلى مناخ التسينيات, الذي كان ممجوجا من الشعب لكنه مسعى لدى بعض الذي يأخذهم الحنين إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ
(FIS)
"La volonté d'un retour à l'atmosphère des années 1990 a été fortement perceptible par la population, chez certains nostalgiques du FIS dissous".
ثم ربطت فكرتها مباشرة بحركة (حمس) بالإشارة إلى زيارة أبي جرّة سلطاني لقطر وتركية بعد خروجه نهائيا من التحالف الرئاسي, حتى تثبت بغباء أن الكلام الموجه فيه تحامل على الدّكتور شوقي, وله خلفيات وأبعاد عديدة تحاسب فيه المقصود به على توجهاته السياسية أو ميولاته الفكرية, متناسية أن الجزائر دولة تكفل الحريات والتوجهات وكذا الاعتقادات.
"Il y a d'autres inquiétudes surtout depuis le départ de Bouguerra Soltani au Qatar et en Turquie après avoir définitivement rompu avec l'Alliance présidentielle. C'est dire que la population est plus lucide que durant les dernières décennies, plus consciente du contexte politique".
11- المقطع السابق فيه دلالة قاطعة على جهلها المطلق بواقع السياسة المحلية والإقليمية والدولية, وفي الوقت ذاته عدم التمييز بين المتطرف والمعتدل, وبين الوطني والخائن, ولا تربط بين الأحداث والمناسبات وتخبط خبط عشواء, فمن الإمام إلى زعيم حزب سياسي إلى جبهة محظورة من طرف الدّولة, وكأنها تريد أن تكون أكثر ولاءً من أولي الأمر أنفسهم.

12- عادت بنا مرة أخرى إلى
"C'est en tout cas ce que nous avons constaté chez les fidèles".
فكل كلامها مرتبط بهؤلاء ولا حضور لشخصيتها بصفتها إعلامية.

13- ألمت بأخبار الوطن في سطر واحد في صورة سوداء مظلمة, فصورت الجزائر كأنها أفغانستان أو باكستان, فقالت:
"A Alger, le contexte n'est pas très différent, comme d'ailleurs, à Tébessa, El Oued, Skikda et dans plusieurs régions du pays".
وهنا غيبت دور وزارة بأكملها( وزارة الشؤون الدّينية والأوقاف) ولم تكتف بذلك فحسب بل أرادت أن تثبت عجز وزيرها بقولها:
"Le langage employé à l'égard de ce genre d'imam par le ministre des Affaires religieuses, qui ne cesse de
mettre en garde contre les dérapages, reste insuffisant".

14- عند حديثها عن الدّكتور شوقي وعن لغة الخطاب التي يستعملها, قالت:
"Le langage employé à l'égard de ce genre d'imam.."
وقولها أيضا:
"en employant le même langage qu'Ali Belhadj et Abassi Madani, durant les années 1990".
فلولا أنني أعرف الرجل كما أعرف نفسي, وأعلم حجم ثقافته الموسوعية ورؤيته المستقبلية لهذا الوطن وللأمة جمعاء, لاعتقدت جازما أنه زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي, لأنها مثلت خطابه الإسلامي المعتدل المتفتح المعاصر, بمرجعيته الوطنية الجزائرية الأصيلة, مثلته بعلي بلحاج وعباسي مدني, ولا وجه للمقاربة ولا المقارنة, فكأنها تشبه اسحاق نيوتن بمجنون ليلى.

15- اتهمته بالانتهازية والاستغلال والقفز على الفرص والرغبة في تقلد مناصب لا يستحقها بقولها:
Le moment est propice pour eux, les élections législatives approchent et c'est le moment de semer le doute et de prononcer des discours hypocrites pour berner le citoyen juste pour occuper un poste important, quand bien même ils ne l'auraient pas mérité.
مع أن الدّكتور شوقي, تربطه علاقات متينة بدبلوماسيين وأسر ملوك وسلاطين, ورجال مال وعمال و رجال دولة من مختلف البلاد العربية, ولم أره يوما في حياتي يطلب منصبا أو يتملق لأحدهم.

16- أريد أن اختتم كلامي بإشكالية تعلمتها في منهجية البحث العلمي, كانت حصيلتها أربع رسائل علمية ومئات الأبحاث الجامعية:

لماذا لم تكتب صاحبة القلم الجاف ومن ماثلها عن الدّرواويش الدخلاء على الإمامة؟
عن من استعملوا الرقية الشرعية لأهداف غير شرعية؟

عن من مارسوا الرذائل واغتصبوا النساء وانتهكوا حرمات الرجال داخل المؤسسات الدينية؟

عن الذين زوروا شهادات الماجستير والدّكتوراه, ولديهم ملفات فساد أخلاقي وانحراف سلوكي وشبق جنسي ومُنعوا من الالتحاق بأية مؤسَّسة حكومية, وهم الآن يزاولون التّدريس, ويكوّنون الأجيال في جامعات ومعاهد إسلامية غير بعيدة عنّا؟

عن الذين استغلوا المؤسّسات الدينية لنهب أموال الزكاة والتبرعات وصدقات المحسنين؟

عن الذين لم يقفوا إجلالا وإكبارا لتحية العلم الوطني المخضب بدماء الشهداء, في حين أن الدّكتور شوقي وبعض المخلصين أمثاله ذادوا عن هذا العلم واستنكروا هذا الصنيع؟
أم غابت عنك كل هذه الأمور؟

أعتقد أنّ هذا كاف مع أنه غير شاف, للردّ على إشكاليتنا المطروحة في العنوان, وبما أنني رجل أكاديمي منهجي, كان عليَّ حتما مقضيا, أن أختم بإشكالية علها تكون موضوع مقال مقبل بقلم حرّ محترف يشرح نفوسنا وينيرعقولنا ويثلج صدورنا.
ويظل سؤالي قائما:

للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟

الإعلامي والكاتب والشاعر: الأستاذ محمّد فاروق طوالبية,
مدير موقع ومؤسَّسة القناة الإلكترونية ( قناتكم).
مدينة الجسور المعلقة/ قسنطينة , شرق الجزائر
السبت 11. 02. 2012
الساعة 13:01

باسم اعضاء منتدى المسلمة نقدم كل احترامنا و تقديرنا لرئيسنا الدكتور الشيخ شوقي سليمان ابو حرم حفظه الله و كثر من امثاله
ونشكر السيد الإعلامي الأستاذ محمّد فاروق طوالبيةعلى هذا المقال القيم

من طرف **touati** الخميس فبراير 16, 2012 8:10 pm

ام وئام و الله سبقتيني في كتابة الموضوع فانا ترددت شكرا على المبادرة فانا قراته في الفايسبوك و كان بقلم الاخ طوالبية الذي نشكره كثيرا و كان الرد كافيا و شافيا و كما كتبت في الرد عليه

الكلب الميت لا يركل ولا يُرمى ...إلا الشجر المثمر

من طرف **touati** الخميس فبراير 16, 2012 8:12 pm

ام وئام و الله سبقتيني في كتابة الموضوع فانا ترددت شكرا على المبادرة فانا قراته في الفايسبوك و كان بقلم الاخ طوالبية الذي نشكره كثيرا و كان الرد كافيا و شافيا و كما كتبت في الرد عليه

الكلب الميت لا يركل ولا يُرمى ...إلا الشجر المثمر

للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟ Q82ka310

من طرف noussir zem الإثنين ديسمبر 10, 2012 8:54 pm

السلام عليكم من كان له تسجيلات صوتية لتلاوات قرانية بصوت الامام شوقي ابو حرم فليوافيني بها و بارك الله فيكم

من طرف saliha الأربعاء ديسمبر 12, 2012 11:38 pm

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أولا أهلا و سهلا بكم عضو جديد في منتدانا الحبيب ، لقد سُرِرْنا بإنظمامكم ،نأمل أن تجدوا عندنا كل الفائدة
ونتمنى أن يكون قلمك كريم و لا يبخل علينا بإبداعاته.... Smile

بالنسبة لطلبكم ( التسجيلات الصوتية لتلاوات قرآنية للشيخ أبو حرم )أنا شخصيا ليس عندي ذلك ،ولكن سأسعى للحصول عليه مستقبلا ان شاء الله (ولو طال ذلك) شكرا لتفاعلكم دمتم في حفظ الله

من طرف noussir zem الجمعة ديسمبر 14, 2012 6:32 pm

بارك الله في الاخت ام وئام و لو تعلمين شدة تاثري بالقران عندما صليت خلف الامام شوقي

للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟

للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟

رد: للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟

رد: للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟

رد: للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟

رد: للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟

رد: للخطابة أصول...فهل للإعلام أصول؟