غير كاف ....!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

غير كاف ....![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اهتزت الأرض العربية مع مطلع العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين الميلادي بسلسلة من الثورات العربية التي نجح بعضها في الإطاحة بأنظمة كانت تبدو وكأنها قدر محتوم، وخلخلت الأوضاع في دول أخرى بما يكفي لجعل العودة إلى ما كانت عليه الأمور في السابق أمرا عسيرا أو شبه مستحيل.

الثورتان التونسية والمصرية، قدمتا نموذجا مشرفا لعملية التغيير الشعبي السلمي الذي يعتمد على الإرادة الوطنية والمساندة الجماهيرية الواسعة المتضمنة لأغلب مكونات المجتمع.

هذا النموذج أثار إعجاب المتابعين من الأشقاء والأصدقاء وانتزع احترام الأعداء، وبدأ الحديث المتفائل عن الربيع الديمقراطي العربي الذي تأخر عن مسايرة موجات التحول الديمقراطي التي عرفتها معظم دول أمريكا الجنوبية في ثمانينيات القرن الماضي، ثم الموجة الثانية التي غيرت وجه الأنظمة في دول أوروبا الشرقية في حقبة التسعينيات.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ولكن ورغم تشابه ظروف الأنظمة العربية في النزعة التسلطية واحتكار القرار من السلطة التنفيذية إلا أن هناك على مستوى المواقف المعلنة من أمهات القضايا القومية مثل دعم المقاومة ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، والموقف من الانحياز الأمريكي الفاضح لسياسة الاحتلال الصهيوني، فروقا كبيرة بين نظام حسني مبارك المخلوع ونظام بشار الأسد الداعم للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، والرافض لتغيير أولويات الصراع من تصنيف جمهورية إيران الإسلامية، على رأس الأخطار المهددة للأمن القومي العربي، بدلا من إسرائيل – كما تفعل بعض الأنظمة العربية – ولذلك فإن الضغط الذي تمارسه الحكومات الغربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وانجلترا بالأساس على النظام السوري لا يبدو خالصا لوجه الديمقراطية ونابعا من دعم مطالب الحرية المشروعة في سوريا.

لقد كان من المريب أن يتطابق رد الفعل الأمريكي على قرار العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد عن السجناء السياسيين، مع رد فعل الشخصيات والأحزاب السورية المعارضة المجتمعين في مدينة أنطاليا بتركيا، وملخص هذا الرد حملته عبارة "غير كاف"، وقد سبق لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن صرحت قبل صدور هذا القرار أن الرئيس بشار الأسد قدم من الإصلاحات أكثر مما قدمه رئيس عربي آخر!وهذا يدعو إلى الاعتقاد بوجود نية تصعيدية لإبعاد المبادرات الإصلاحية عن حل الأزمة والإبقاء على التوتر المؤدي إلى المواجهة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لقد أعطى التدخل الأجنبي العسكري بواسطة الحلف الأطلسي في مسار الأحداث المتفاعلة في ليبيا، وإحجام الحكومات الغربية عن ممارسة الضغط اللازم على نظام الرئيس اليمني الذي لم يتورع في استخدام لغة الرصاص مع المعارضين،الانطباع بأن الثورات العربية تتعرض بشكل متزايد لمحاولة احتواء وتوجيه، بل واتخاذها في بعض الأحيان مطية لتصفية حسابات قديمة مع بعض الأنظمة العربية الرافضة للانصياع إلى الإملاءات الأمريكية الصهيونية، وهذا ما يدعو إلى الحذر وعدم اعتبار كل ما يلمع ذهبا.02


والحمد لله رب العالمين





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]